بارك الله فيك على هذا الحرص في التنبية
لكن أخي الكريم أحب أذكر أن هذا الحديث غير صحيح ، فقد كثر ترويج الأحاديث غير الصحيحة ، والخرافات عبر الإنترنت .
نصيحة مني لك أخي الكريم لا تنقل ما تجهل
خاصة إذا كان في مواضيع الدين
الحديث يقول عن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : ((الأرواح تعرج في منامها إلى السماء ، فتؤمر بالسجود عند العرش ، فمن كان طاهرا سجد عند العرش ، ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش)) .
وأسجل ما يلي :
أولاً : هذا أثر عن الصحابي الجليل عبدالله بن عمرة بن العاص ، وليس حديثا عن النبي ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسَلَّمَ ـ أي هو قول للصحابي ، وليس قولاً للنبي .
ثانياً : والبخاري لم يروه في كتابه المشهور (صحيح البخاري) الذي التزم فيه بإيراد الحديث الصحيح .
ثالثاً : سند الحديث من خلال بحثي هو لـ (علي بن غالب الفهري) وقد قال ابن حبان عنه : (كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته ، وبطل الاحتجاج بها ؛ لأنه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروى . ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروى لما عليه الغالب من التدليس) .
ونقل ابن حجر في كتابه (ميزان الاعتدال 4/248) من حيث السند ـ غير صحيح .
ولو صح فإنه لا يؤخذ به ؛ لأنه ليس من كلام النبي ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ ـ بل هو كلام صحابي ، فيما لا يعرف إلا بالوحي .
رابعاً : ليس من باب الأمانة أن يقال : رواه البخاري ؛ لأن هذا يوهم أن البخاري رواه في كتابه الذي التزم فيه برواية الصحيح ، وهذا نوع من أنواع التدليس .
خامساً : ما صح في مصير النفس عند النوم :
قول الله ـ عزَّ وَجَلَّ ـ : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ، وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ، فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ، وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ؛ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (42) سورة الزمر .
وقول رسول الله ـ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ ـ فيما رواه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ((سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ : الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلاِة . قَالَ بلال: أَنَا أُوقِظُكُمْ . فَاضْطَجَعُوا ، وَأَسْنَدَ بلالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ . فَقَالَ : يَا بِلَالُ ، أَيْنَ مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ . قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ . يَا بِلالُ ، قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلاةِ ، فَتَوَضَّأَ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ ، قَامَ فَصَلَّى)) .
وهذا يتنافي مع ورد في أثر عبدالله بن عمرو بن العاص ، مما يزيده ضعفا ، وردًّا .
تحياتي لكـ