يقول العلماء إن النساء يتمتعن بميزة طبيعية تتعلق بالمورثات على الرجال تجعلهن يعشن أطول

وعلى الرغم من أسلوب حياة الرجال الذي لم يكن صحيا مقارنة بالنساء، فإن الخبراء لا يزالون حائرين بالنسبة إلى السبب وراء ارتفاع معدل عمر المرأة الذي يصل إلى 80 عاما، على معدل عمر الرجل يقل عن ذلك أربع أو خمس سنوات
ومع ذلك يزعم فريق من العلماء من الدنمارك والنرويج أنهم عثروا على السبب وراء طول عمر المرأة
والسر -كما يقولون- يكمن في المورثات في كل خلية التي تحمل تعليمات محددة تجعل الجسم يقوم بوظائفه بطريقة سليمة
في كل خلية مورثان من هذه المورثات، وأحد هذين المورثين -إذا شبهناه بالمصباح- يكون مطفأ
لدى الرجل مورث "إكس" ورثه عن طريق أمه، ومورث "واي" ورثه من أبيه
ونظرا لأن المورث "إكس" هو المورث المسيطر، فإن المورث "واي" ينطفئ، وجميع المعلومات الوراثية تؤخذ مباشرة من المورث "إكس" وحده
لكن الوضع بالنسبة للمرأة مختلف. فلدى المرأة مورثان من نوع "إكس"، والبحث الجديد الذي نشر في مجلة "نيو ساينتست" يقول إن الصدفة العشوائية هي التي تتحكم في أي من هذين المورثين يكون في حالة إطفاء أو ركود، وأيهما يستخدم في إداء وظائف الجسم
وهذا يعني في الواقع أن لدى المرأة خطين وراثيين في الخلية لاختيار أي منهما، على عكس الرجل الذي لديه خط وراثي واحد فقط
وطبقا للتجارب، فإن 50% من النساء في سن الشباب يستخدمن أحد المورثين، بينما تستخدم نسبة الـ 50% الأخرى المورث الآخر
النساء الأكبر سنا
ولكن عند فحص النساء الأكبر سنا -بين 73 و93- اكتشف أنهن يعتمدن على خط وراثي واحد فقط
وهذا يشير إلى أن من يختار خطا وراثيا واحدا يكون لديه الفرصة أكثر من غيره للعيش أطول
وتقول كار كريستنسن من جامعة أودينس في الدنمارك إن هذا الاكتشاف يشير إلى أن أحد الخطين الوراثيين في الخلية لدى المرأة أفضل من الآخر
أما الرجال فلديهم خط وراثي واحد فقط، فلا مجال أمامهم للاختيار
التجارب التي أجريت على الحيوانات دعمت هذه النظرية. ففي الثدييات، يوجد لدى الذكور نوعان من المورثات، يكون أحدهما دوما مطفأ، ولذلك تعيش ذكور الثدييات فترة حياة أقل من الإناث التي يوجد لديها خطان ورثيان في الخلية تختار واحدا منهما لأداء وظائف الجسم
في الطيور يكون الوضع عكس ذلك، وتعيش ذكور الطيور فترة أطول من إناثها
وعلى الرغم من اعتقاد عدد كبير من العلماء في أن هناك سببا وراثيا لطول عمر المرأة، فإن هناك أسباب أخرى يذكرها العلماء لتفسير هذه الظاهرة
فالرجال -مثلا كما يقول العلماء- دخنوا فترة أطول من النساء وتعاطوا المشروبات الكحولية أيضا أطول من النساء
كما أن النساء أقل عرضة من الرجال للوفاة مبكرا بسبب أمراض القلب، لأن هرمون أويستروجين الأنثوي يحميها من ذلك
غير أن هذه الحماية سرعان ما تفقدها المرأة بعد بلوغها "سن اليأس"، وعندئذ تتعادل نسبة تعرّض المرأة لأمراض القلب مع النسبة الموجودة لدى الرجال
وقال أحد المسؤولين في المؤسسة البريطانية للقلب إن للمورثات دورا جزئيا، لكن العلماء ما زالوا لا يعرفون بعد سبب طول عمر المرأة إلا أن سلوك المرأة من الناحية الصحية لا يزال أفضل من سلوك الرجل