سلوا قلبى غداة سلا و تاب*** لعل على الجمال له عتابَ
ويسأل فى الحوادث ذو صواب*** فهل ترك الجمال له صوابَ ؟!
وكنت إذا سألت القلب يوما *** تولى الدمع عن قلبى الجوابَ
ولي بين الضلوع دم ولحم*** هما الواهى الذى ثكل الشبابَ
تسرب فى الدموع فقلت ولّّى*** وصفق فى القلوب فقلت تابَ
ولو خلقت قلوب من حديد *** لما حملت كما حمل العذابَ
ولا ينبيك عن خلق الليالى*** كمن فقد الأحبة و الصحابَ
فمن يغتر بالدنيا فإنى*** لبست بها فأبليت الثيابَ
جنيت بأرضها وردا وشوكا*** وذقت بكاسها شهدا وصابا
فلم أر غير حكم الله حكما*** ولم أر غير باب الله بابَ
وأن البرخير فى حياة*** وأبقى بعد صاحبه صوابَ
نبى البر بيّنه سبيلا*** وسن خلاله وهدىالشعابَ
وكان بيانه فى الهدى سبلا*** وكانت خيله للحق غابَ
وعلمنا بناء المجد حتى*** أخذنا إمرة الأرض اغتصابَ
وما نيل المطالب بالتمنى*** ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ
وما استعصى على قوم منال*** إذا الإقدام كان لهم ركابَ
أبا الزهراء قد جاوزت قدرى*** بمدحك بيد أن لى انتسابَ
فما عرف البلاغة ذو بيان*** اذا لم يتخذك له كتابَ
مدحت المالكين فزدت قدراً*** وحين مدحتك اجتزت السحابَ
سألت الله في أبناء ديني *** فان تكن الوسيلة ليى أجابَ
وما للمسلمين سواك حصن *** اذا ما الضر مسهم و ونابَ
احمد شوقي