اللهم لا حسد... أكثر من 100 منصب في الهيئات واللجان الشرعية للبنوك والمؤسسات المالية في 20 دولة يشغلها «فقيه» واحد يتقاضى عن كل منصب منها دخلاً يكفي لإعالة مئات الأسر التي تتضور جوعاً في مختلف الدول الإسلامية... هذا ما كشفه تقرير صدر أخيراً عن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، مشيراً إلى أن الدكتور عبدالستار أبو غدة يشغل 104 مناصب في الهيئات الشرعية موزعة على 20 دولة، وأن الشيخ نظام يعقوبي يشغل 94 منصباً في الهيئات الشرعية موزعة على 15 دولة، وأن الشيخ الدكتور محمد القرى يشغل 87 منصباً في الهيئات الشرعية موزعة على 13 دولة، وأن الشيخ عبدالله المنيع يشغل 49 منصباً في الهيئات الشرعية موزعة على أربع دول.
عند قراءة مثل هذه المعلومات لابد أن يتبادر إلى ذهن أي إنسان ما زال يحتفظ بعقله في جمجمته رافضاً تسليمه للجهات المتنازعة عليه سؤال وجيه هو: هل عقمت كليات الشريعة والجامعات بشكل عام في العالم الإسلامي عن تخريج المختصين ليخففوا عن أصحاب الفضيلة المذكورين أعلاه العبء الثقيل الذي تنوء بحمله الجبال؟!
أما من سلّم نصف عقله للغير فسيتساءل حتماً عن الآلية التي تمكن صاحب الفضيلة من أداء مهمات كل تلك المناصب في وقت واحد، محاولاً الربط بين ذلك وبين الكرامات التي يجود بها الله عز وجل على أوليائه الصالحين!
وبالنسبة لمن سلّم عقله كاملاً للغير فلن يتردد في أن يعلن عن إيمانه التام بأن الشيوخ أبخص وربما أصر على احترام التخصص ليخرج بعبارة جديدة هي «شيوخ البنوك أبخص»!