عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 21-12-2006, 02:08 PM
الصورة الرمزية بداية عاطل
بداية عاطل بداية عاطل غير متصل
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 424
معدل تقييم المستوى: 37
بداية عاطل يستحق التميز
Post سعودي(عتيبي) يعيش في الصحراء هو وعائلته أدخل وقراء الموضوع

العتيبي يعالج أسرته من عضات الثعابين ولدغات العقارب بزيت فرامل السيارات ... عائلة تهرب من الفقر والديون إلى شظف الصحراء

الرياض - سعود الطياوي الحياة - 20/12/06//


منذ نحو عامين وعبدالله ضيف الله العتيبي يسكن في خيمة صغيرة وسط الصحراء مع أسرته بسبب ظروف عائلية قاسية يمر بها.
وعلى رغم الأمراض المتعددة التي تعانيها أسرة العتيبي، إلا أن ظروفه المادية تحول دون نقلهم إلى المستشفيات، فديونه المتراكمة بلغت ما يقارب الـ 110 آلاف ريال، ناهيك عن أنه لا يمتلك حتى أبسط مقومات الحياة في المنطقة الصحراوية التي يقطن فيها وهي السيارة التي يفترض وجودها، فالمسافة بينه وبين أقرب مستشفى نحو 170 كيلومتراً.
يقول عبدالله إن الظروف المادية التي داهمته فرضت عليه الانعزال التام عن المجتمع، «بالتالي لم أجد أفضل من الهروب إلى البر»، مشيراً إلى قلة المصاريف بعيداً عن الحياة المدنية.
ويضيف: «أصيب والدي قبل فترة بجلطة في القلب أدخلناه بسببها إلى المستشفى الذي يبعد عنا نحو 170 كيلومتراً، ويقع بين مدينة الرياض ومحافظة عفيف، ويحتاج إلى متابعة مستمرة»، لافتاُ إلى أن الحال الصحية لشقيقه الأصغر المصاب بمرض نفسي وينتابه بفترات متفاوتة، تزيد من هموم العائلة.
زوجة العتيبي هي الأخرى تكابد ظروفاً صحية صعبة، فهي بكماء وصماء ويصعب التفاهم معها في الكثير من الأوقات، «ولكنني تقبلت الوضع فقد رزقت منها الأولاد وأفضل أن أرعى حالها وأهتم برعايتها».
الأمراض والحالات المرضية المزمنة لم تتوقف عن هذا الحد، فقد ضمت أخيراً أحد أبناء عبدالله، فهو مصاب بالربو ويحتاج إلى رعاية طبية مستمرة، تستوجب إعطاءه الأوكسجين بسبب الاختنـاقات التنفـسيـة التـي يصــاب بها.
وعلى رغم كل هذه الظروف، إلا أن عزيمة العتيبي لم تضعف، فهو يغيب عن أسرته المنهكة بالفقر والأمراض، بالأيام والأسابيع لإيجاد لقمة العيش لأفراد أسرته، يعود بعدها إليهم بما يكفيهم لأيام قليلة، خصوصاً أدوية شقيقه الذي يتم صرفه عن طريق أهل الخير.
ويؤكد أن أفراد أسرته تعرضوا في البر لمشكلات كثيرة وخطرة، ومنها تعرض أولاده لعضات الثعابين ولسعات العقارب، موضحاً أنه يضطر إلى معالجتهم بطرق بدائية منها زيت فرامل السيارات الذي جلبه معه من المدينة، لعدم تمكنه من نقلهم إلى المستشفيات البعيدة عن خيمته، بينما يستعمل زيت الزيتون لعلاج الكثير من الأمراض التي يتعرض لها أفراد أسرته، مشيراً إلى انه لا يعرف ما الذي سيكتب لهم في ظل تلك الظروف القاسية.
ولا ينسى العتيبي عندما عاد إلى خيمته في إحدى المرات ووجد زوجته في حال مزرية، إذ اكتشف بالتعاون مع والدته بحكم أنها لا تسمع ولا تتكلم، أنها على وشك إسقاط جنينها وهي حامل في الشهر الرابع، وفعلاً سقط الجنين وتم دفنه بالقرب منهم، إذ تم نقلها بعد ذلك وبعد معاناة لعدم وجود سيارة لديهم إلى احد المستشفيات الذي يبعد ما يقارب 270 كيلومتراً، مشيراً إلى أن الأطباء أنبوه على الحال المزرية التي كانت تقاسيها زوجته من دون علمهم بوضع الأسرة الصعب.
ويناشد العتيبي أهل الخير توفير سكن خاص له ولأفراد أسرته، الذين يتابعون واحداً تلو الآخر متأثرين بالأمراض التي أصيبوا بها في ظل هذا البرد القارص الذي لا يصده سوى خيمة متهالكة الأطراف، إلى جانب انه لا يمتلك هاتفاً نقالاً أو سيارة تساعده في نقل مرضاه باستمرار، مشيراً إلى انه يمتلك صكاً شرعياً بإعالة أسرته المريضة إلى جانب والده ووالدته وأشقائه.