عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 11-01-2011, 07:13 AM
الصورة الرمزية PETRA
PETRA PETRA غير متصل
عضو مهم جداً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: RIO
المشاركات: 581
معدل تقييم المستوى: 986266
PETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداعPETRA محترف الإبداع
:loOol: سعـــــــــودي بنغــــــــــــالي !!







مقال قرأته لكاتب وسيم جداً اسمه عبدالله بن بخيت وحطوا تحت وسيم خط

فقلت اشاركم فيها واسمع آرائكم في هذا الصدد





لاكن قبل قراءة المقال شوفوا معي صوره الكاتب عشان تدخلون بجو المقاله

v
v






و الان اليكم المقال..



سعودي بنغالي



عدت يا سادتي إلى الرياض بعد غيبة طويلة. أربعة أشهر على وجه التحديد. عدت من بلاد تموت من البرد حيتانها. بما يشبه هذا الكلام يفتتح الكاتب السوداني الطيب صالح روايته موسم الهجرة إلى الشمال. قرأت هذا الرواية قبل أكثر من ثلاثين سنة. تأثرت بها كما تأثر كثير من أبناء جيلي من الكتاب. كانت تلك الرواية في فترة السبعينات دليل الشاب العربي للحياة العاطفية في لندن.

كان وصف الكاتب للفتيات الشقراوات مليئا بالعاطفة والحب. غاب عن الرواية أهم ما كان يصم العلاقة بين الشرق والغرب. غابت الضغينة وحل محلها التعاطف والحنين والتفهم الإنساني. كل منا التقط واحدة من فتيات الرواية وجعلها نموذجا للحب الذي ينتظره في بلاد الإنجليز. كان قلبي جاهزا للوقوع في حب آن همند. كانت آن شابة من أصول فلاحية. جميلة وصغيرة وفي حاجة إلى حبيب حقيقي. خذلها بطل الرواية العربي فانتحرت. هكذا وصفها الكاتب. صممها على مقاس قلبي الخالي.

كلما شاهدت مجموعة من الشباب السعودي الصغار يقصفون ويمرحون في شوارع تورنتو, أتذكر ذلك اليوم البعيد الذي ركبنا فيه التاكسي, من مطار هيثرو إلى فندق كمبرلاند, وسط لندن. كل الشوارع التي مررنا بها مليئة بالشقراوات. لا أتذكر كيف وصلنا إلى الفندق وكيف سجلنا ورمينا عفشنا في الغرف وهرعنا على الفور إلى الشارع. مهام جليلة وصفها لنا الطيب صالح علينا إنجازها. لا وقت نضيعه في سفاسف الأمور. بدأنا العمل بهمة عالية. غصنا في تداحم شارع اكسفورد التجاري الشهير. عدنا إلى الفندق بعد ساعات بحث مضنية. لم يحالفنا التوفيق. خرجنا في اليوم التالي بنفس الهمة والنشاط والحيوية والآمال العراض.


الانجاز الوحيد الذي حققناه اكتشاف مطعم هندي يقدم رز برياني باللحم ومرق خاثر تذوب فيه قطع البطاطس المشبعة بالشطة. خرجنا في اليوم الثالث بنفس الحيوية واتجهنا إلى حديقة الهايد بارك. صادف يوم أحد. هنا تعرف بطل الرواية على اي***لا مور. امرأة (نصوف) هي خليط أعراق بينها الدماء العربية في أسبانيا. كان ركن الخطباء مزدحما. ثلاثة أرباعه من النساء. صحيح خذلتنا الشوارع لكن لن تخذلنا بمشيئة الله الأشجار. ثلاثة أيام مرت دون أي بوادر نجاح. إذا لم يكن هنا فأين وإذا لم يكن الآن فمتى. اليوم لابد أن يكون يوم الفتح العظيم. الأشجار لا تخذل عاشقيها. دخلنا في الزحمة. عرفنا القليل مما يقال. شتائم للعرب وشتائم للاشتراكية والرأسمالية وقس مسيحي ينادي بقرب يوم الديمومة. من حسن حظنا أننا لا نستطيع أن ندخل في حوار باللغة الإنجليزية. تركنا الجدل العقيم وركزنا جهودنا على الواجب. نندس في هذه الزحمة ثم ننتقل إلى الزحمة الأخرى حسبما كان يفعل مصطفى سعيد بطل الرواية. كلما شعرنا أن الطاقة اقتربت من النفاد تناولنا شطيرة لحم من البائع المتجول أو سندوتش نقانق. بعد خمس ساعات متواصلة تأكد لنا أخيرا أن يومنا كان مليئا بالثقافة خاليا من الحب. عدنا إلى الفندق وعلى الفور عقدنا مؤتمرا طارئا. خرجنا بإقرار أن هناك مشكلة في طريقة التنفيذ واكتشفنا أيضا أن الشقراوات لا يقدرن الوسامة حق قدرها. بعد سنوات طويلة تبينت لي الحقيقة: نحن بالنسبة لهم مثل البنغاليين بالنسبة لنا والله المستعان.



*نقلاً عن "الرياض" السعودية
رد مع اقتباس