الموضوع: صرآع الحضآرآت ~
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 17-01-2011, 04:17 PM
الصورة الرمزية magic
magic magic غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 8,078
معدل تقييم المستوى: 21474885
magic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداعmagic محترف الإبداع
Talking صرآع الحضآرآت ~


[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-imagerl('http://sub3.rofof.com/img4/01pqkmn17.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





مسسآأإء الورد ~!


تقدم الطفل ذو الملامح الغربية إلى المحاسب في البوفِيْه ، و بدأ حديثه باللهجة الأمريكية :

Excuse me sir, can I have one French fries, one iced strawberry juice and a bottle of water please!

ليتبعه مباشرةً طفلٌ آخر يملي طلباته :

يا محمد .. عطنا واحد همبرجر و واحد بطاط و واحد ببسي ، هاه !!

كنت أقف خلفهما منتظراً دوري ، بل كنت شاهداً على صراع الحضارات الثقافي أعلاه

الحضارة الغربية والحضارة الشرقية ..

صراعٌ في مخيلتي فجره طفلان لم يبلغا العاشرة من العمر ، و دون حتى أن يشعرا بذلك ..
طرقت برهة من الزمن .. و في رأسي عشرات الأسئلة ،
لم أكن أبحث عن إجاباتٍ لها بقدر ما كنت أحاول ترتيب عشوائيتها ، أسئلةٌ يصب بعضها في التربية و بعضها في الدين ، و الآخر في الآداب .

تضمنت كلمات الطفل الغربي عباراتٍ مثل : عفواً .. سيدي .. لو سمحت .. في حين لم يكن من الطفل “ابن البلد” إلا أن بدأ حديثه بِـ “يا محمد” ،
قالها كأسلوب نداءٍ رسمي و معتبر ، و أتبع ذلك بأوامر عدةٍ كما لو كان العامل مملوكاً له .

لا زلت أجهل السر وراء استخدام كلمة “محمد كاسمٍ لكل من هو غير معلومٍ لدينا من العمالة الأجنبية ،
مع أن الله سبحانه و تعالى فضل نبيه “ محمداً ” - صلى الله عليه وآله وسلم - على العالمين ، ولا أظن أن امتهان اسمه بهذا الشكل أمرٌ مقبول ،
بل لماذا لا يَعتَبِر كل واحدٍ فينا أن العامل يحمل نفس اسمه هو ، ألن يعتبر ذلك انتقاصاً لذاته ؟؟

ربما من الأجدى لنا إضافة تلك الطريقة في النداء إلى اللغة العربية ، و نخصص استخدامها للمنادى النكرة بالنسبة لنا .. ليس تقليلاً من شأن العامل الأجنبي لا سمح الله ،
إنما من باب أنها الطريقة المثلى المزعومة لمناداة أي عامل لا نعرف اسمه ،
و من دون الأخذ بعين الاعتبار أصله أو ديانته ..

أسلوب الطفل “ابن البلد” المتسم بالفظاظةِ ، و التي كانت تكفي لزخرفة العبارة أعلاه بعناصر من الرق والعبودية ، فيه من التهجم و التهديد ما يكفي لعقف حاجبي العامل و غضبه من الطفل ،
فلم يكن محتوياً حتى على أقل كلمات الطلب شأناً مثل “ممكن” ، و الأدهى من ذلك أن ينهي عبارته بـ “هاه” !!
و التي لم أجد ما يعادلها في اللغة العربية أو حتى في آداب التحدث مع الناس .

شيءٌ يدعو إلى التأمل حقاً ، أن يكون الطفل الغربي أكثر تأدباً من الطفل الشرقي ،
و أن يكون أكثر تمسكاً بتلك الآداب حين الحديث مع الأغراب بغض النظر عن وظائفهم ..
و أن يكون الطفل الشرقي مثالاً لنقيض ذلك ..

شيءٌ يبعث على الخجل ، أن يكون لدينا القرآن الكريم و سنة نبيه المصطفى - عليه وعلى آله أفضل الصلاة و التسليم - و لا نتذكر قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ،
أن يُبعثَ الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ليتمم مكارم الأخلاق ، ونحن نستمر في الإعراض عن كل ذلك .

قبل سنواتٍ قليلة فقط ، قامت قائمتنا ولم تقعد عندما أساء الغرب لنبينا الكريم ،
ولم نحرك ساكنين أمام كل الابتذالات التي تحصل بشكل يومي منا و من غيرنا ،
و أعلنا مقاطعة منتجاتهم و لم نفكر في إصلاح نتاجنا الشخصي و الفكري قبل ذلك ،
أحرقنا أعلامهم و لم نعتقد بوجوب التخلص من جهلنا أولاً .

وصل دوري بينما كنت غارقاً في خضم كل تلك التساؤلات ، فلمحت الطفل الغربي يأخذ طلبه و يقول : “Thank you

وقبل أن أبدأ التفوه بطلبي سمعت الطفل “ابن البلد” يقول :
وين الكتشب ياخي .. شفيك انت!!

ارتسمت على شفتي ابتسامة ، ربما لأن لدي طفلاً أبسط حقوقه علي هو زرع مكارم الأخلاق فيه !

كونوآ بـْ خيرٍ

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
رد مع اقتباس