بسم الله الرحمن الرحيم
المحسوبية والمناطقية في جامعة الإمام
بقلم: أ.د. زاهد بن مسلم بن عبد الرحيم الحدادي
أستاذ الدراسات العليا
بكلية العلوم الاجتماعية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
توطئة
لم يعد مصطلح العنصرية ذاك المصطلح الذي يُعبر عن تفوق على أساس فروق بيولوجية ؛ بل اتسع مداه إلى مجالات لا علاقة لها بالعرق، ولهذا توسعت دائرة العنصرية لتشمل كل تعصب من فرد أو فئة من الناس لجنس أو عرق أو قبيلة أوعشيرة أو جماعة في أي منحى من مناح الحياة. وأصبحت لها مستوياتها التي تطل من ورائها ولعل من أبرز ذلك العنصرية في التمثيل الوظيفي وهو ما يسميه الدكتور مرزوق بن تنباك غفر الله له " التعنصر العرقي " وهو صورة من صور الفساد الإداري وأخطر ما يكون على النسيج الاجتماعي في المشهد الوطني حين تكون العنصرية والمحسوبية هي المحرك لكل قرار إداري من المسؤول صاحب القرار الذي لا يمكن أن تنشأ معه وفي ظله أي تنافسية في ظل تراجع معايير الكفاءة لوجود المحسوبية مع استغلال النفوذ لتنقلب العنصرية حينئذ إلى صورة من صور الفساد الإداري بل أكبر تجلياته مما حدا الأمم المتحدة أن تعد استغلال النفوذ والمحسوبية من أكبر تجليات الفساد الإداري على المستويين المحلي والدولي.
يقول الدكتور آرثر لويس: (إن الشخص حينما يكون متقلدا منصبا في الدول النامية تكون لديه فرصة حياته من خلال اللجوء إلى الفساد واستغلال النفوذ).
ولم يباعد الدكتور آرثر الحقيقة في ذلك ولم يجافيها.
لقد أدرك ولاة الأمر – حفظهم الله – خطورة هذا المسلك على الوطن فأصبحت محاربة الفساد والمحسوبية سياسة دولة ومنهج إدارة فسعى خادم الحرمين الشريفين ونائباه حفظهم الله ورعاهم في طريق الإصلاح الداخلي ومحاربة الفساد الإداري في جميع الدوائر الحكومية وفي أكثر من مناسبة وعلى مراقبة ومسائلة المقصر على تقصيره أيا كان مركزه من كبار موظفي الدولة وأصحاب المراكز الحساسة الذين يمسكون بمفاصل القرار في تلك الأجهزة والذين اغتروا بثقة ولاة الأمر وظنوا أن عين الرقيب قد خفي عنها هذا النزق والتصرف اللا مسؤول
جامعة الإمام لسنا الوحيدين في المحسوبية ولكننا الأفضل:
لا يختلف أي مراقب أن أكثر أنواع الفساد شيوعا هو الفساد الإداري المتمثل بالواسطة والمحسوبية (تعيين الأقارب والحمولة والخويا والأصدقاء) في المناصب لا على أساس الكفاءة وعدم احترام الأنظمة والتقيد بها.
المحسوبية واستغلال النفوذ وإن كانت ظاهرة لها وجودها في بعض الدوائر الحكومية إلا أن معالي المدير الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل قد حاز فيها قصب السبق فهو يقول بلسان حاله إن عجز مقاله : لسنا الوحيدين ولكننا الأفضل في المحسوبية فالوظائف القيادية في الجامعة من عمداء ووكلاء عمادات ورؤساء أقسام هم من الحمولة والجماعة والبكيرية "بلدياتي" كما يقول اخواننا المصريين وهكذا تكون الكفاءة في الفئوية والمحسوبية البغيضة في ظل هيمنة البكيراويين على المناصب الظاهرة والمستترة في إدارة الجامعة وكلياتها بشكل لم يعهد من قبل في أي إدارة حكومية ولا أقصد التنقص من البكيرية فهي جزء من نسيج هذا الوطن الغالي علينا جميعا ولكن كما قال خادم الحرمين الشريفين : الوطن للجميع. وهذا هو منطق العقل الوطن للجميع ويستوعب الجميع من غير تعنصر ولا تحزب.
وبحق فإن كل مطلع على أحوال هذه الجامعة يلحظ من صانع القرار فيها - مدير الجامعة – هذا النفس العنصري ومن المفارقات العجيبة أنه لا يدع مناسبة تمر دون أن يتغنى فيها بالمواطنة الحقة والولاء والانتماء بينما ما يمارسه على أرض الواقع خلاف ذلك إلا إذا كان يقصد بالمواطنة البكيرية والولاء والانتماء إليها، وما أجمل ما قاله الأديب والروائي الطاهر بن جلون : " العنصري سجين تناقضاته " لأن من المسلمات والبدهيات أن الفساد الإداري يرتبط معه ضعف الانتماء وضعف الشعور بالوطنية فأي وطنية مع وجود المحسوبية، وأي انتماء مـع استغلال السلطة، وأي ولاء مع تكسير الأنظمة التي سنه ولي الأمر كأنظمة التعليم العالي. إننا والحالة هذه نجعل من الوطنية شعارا خاويا شاحبا يُدغدغ به ولاة الأمر ليبق الأمر على حاله وليستتر خلف هذا الشعار كل مفسد.
وقديما قيل : إن الفساد له آلياته وأدواته التي لا يحسنها إلا من أوغل فيها.
فهل يعقل أن جامعة نصف أعضاء مجلس الجامعة تقريبا هم من مدينة البكيرية بلدة معاليه " بلدياتي " ؟؟؟ في مشهد غير مألوف ولا مسبوق في الجامعات السعودية.
وهل يعقل أن منشأة مهمة جدا في الجامعة كالمعهد العالي للقضاء عميده ووكلاؤه الثلاثة ورئيس أحد قسميه وأساتذة الكراسي العلمية فيه هم من البكيرية ؟؟؟؟
أهكذا يكون تحمل المسؤولية ممن تمت توليته من ولي الأمر وحلف أن يقوم بوظيفته مخلصا لله ثم لمليكه ووطنه ؟؟؟
أهكذا تتم التعيينات وكأن الجامعة منشأة خاصة لا حكومية ؟؟؟
ولأجل أن أكون صادقا ولا أرمي الكلام على عواهنه سأعرض بعضا ممن يتسنمون مناصب قيادية وما قاربها في هذه الجامعة المنكوبة من " بلديات" معاليه البكيرية
1- عميد الدراسات العليا د حمود النجيدي
2- عميد المعهد العالي للقضاء د عبدالرحمن المزيني
3- عميد السنة التحضيرية د عبدالرحمن النملة
4- عميد شؤون الطلاب د عبدالرحمن الصغير
5- عميد كلية الإقتصاد د سليمان الصغير
6- عميد شؤون المكتبات د محمد الخليفي
7- عميد معهد العلوم الإسلامية د أحمد السديس
8- عميد تقنية المعلومات د محمد الحسون
9- عميد مركز دراسة الطالبات د عبدالعزيز العُمُري
10- وكيل كلية اللغات والترجمة علي الراجحي
11- وكيل عمادة التقويم والجودة عبدالرحمن الحضيف
12- وكيل عمادة الدراسات العليا محمد العميريني
13- وكيل المعهد العالي للقضاء عبدالعزيز المحمود
14- وكيل عمادة المركز الجامعي عبدالله الوسيدي
15- وكيل المعهد العالي للقضاء للجودة يوسف الخضير
16- وكيل المعهد العالي للقضاء للدورات والتدريب محمد اللحيدان
17- وكيلة مركز دراسة الطالبات زينب الراجحي
18- المشرفة العامة على الخدمات الطبية عائشة الراجحي حرم معالي المدير
هذه أمثلة ليست للحصر غير رؤساء الأقسام وغير من أقحم من الحمولة والخويا في اللجان المتعددة والكراسي العلمية والانتدابات من باب البر والكل يأكل من مال الحكومة وكل شي بحسابه حتى أصيب بعضهم بتخمة اللجان فقال : قط قط لا أجد له والله مسلكا، فقيل له : ترى الدعوة كلها بريرة يقول الشاعر :
إذا صفا لك زمانك عل يا ضامي """""""واشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
قاعدة الصديق المناسب في المكان المناسب
هذه من القواعد المرعية عند معاليه وهي من المفارقات المضحكة ويكفيك من شر سماعه
1- هل يصدق عاقل أن وكيل الجامعة لتقنية المعلومات إلى وقت قريب د أحمد الدريويش تخصصه الدقيق فقه ؟؟
2- هل يصدق عاقل أن عميد تقنية المعلومات د محمد الحسون تخصص الدقيق بلاغة ونقد
3- هل يصدق عاقل أن عميد التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني د عبدالرحمن السند تخصص الدقيق فقه
أهكذا تكون الكفاءة والجدارة والتنافسية ومراعاة التخصص. لا غرو حينئذ أن تنحدر الجامعة وتتقهقر في سلالم الترتيب العالمي بينما تتسابق الجامعات السعودية الوطنية رافعة رأس البلد عاليا وفي مقدمتهم جامعة الملك سعود ومديرها الفذ ولكن كما قال الشاعر :
وإذا كانت النفوس كبارا """" تعبت في مرادها الأجساد
الكراسي العلمية أو لعبة الكراسي
لم تسلم الكراسي العلمية التي بذل واضعوها الملايين من عبث المحسوبيات فوفقا لمبدأ خيركم من نفع واستنفع تدار هذه الكراسي بغض النظر عن الكفاءة والتخصص والإنتاجية لنفس المجموعة ونفس الأسماء تقريبا إلا ما رحم الله فالعوائد المالية مجزية جدا ويسيل لها اللعاب والدعوة كما يقولون بريرة
1- من يصدق أن دكتور الفقه إبراهيم الميمن الزميل القديم والمنتقل من القصيم والمشرف على مكتب معاليه يعين أستاذا لكرسي الأمير محمد بن فهد للمبادرات الشبابية أليس في الجامعة تخصصات اجتماعية هي أولى وأجدر من هذا الشخص وما علاقته بالمبادرات الشبابية ؟؟ إنها باختصار المحسوبية واستغلال النفوذ لا غير " وخيركم خيركم لأهله "
2- كرسي صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز أستاذ الكرسي البلدياتي عبد الله اللحيدان
3- كرسي الأميرة العنود رحمها الله أستاذ الكرسي يوسف السعيد
4- كرسي فهد المقيل أستاذ الكرسي البلدياتي محمد اللحيدان
5- كرسي إبراهيم الراجحي أستاذ الكرسي البلدياتي يوسف الخضير
وهكذا تدار لعبة الكراسي عفوا الكراسي العلمية وإن استمرت الأمور كما هي عليه سيتضح لاحقا للممولين أنهم وقعوا ضحية محسوبية وأن الموضوع برمته ما هو إلا لعبة كبيرة أريد بها نفع الحمولة والخويا
في البكيرية للحجر قيمته كما الإنسان
معهد البكيرية العلمي ذلك المبنى الرائع ذو الطراز الحديث الذي يضم بين جنباته ما لا يزيد عن مائة وخمسين طالبا يرصد له من ميزانية الجامعة قرابة ستة ملايين ريال لأجل إقامة قاعة مدرجة في وقت تفتقد معاهد علمية في جنوب المملكة وشمالها وغربها وشرقها المباني المؤهلة لتدريس أبناء الوطن.
قاعة مدرجة لا توجد في الرياض ولا جدة ولا مكة ولا الدمام ولا المدينة ولا غيرها من المدن الكبار في مملكة الإنسانية
ستة ملايين لقاعة مدرجة بينما يرمم معاهد الباحة والدلم والأفلاج ووادي الدواسر كلها مجتمعة بمبلغ ستة ملايين ونصف لك الله أيها الوطن على هذا الولاء والانتماء وعلى هذه المواطنة الحقة فأنت يا وطني أنا !!
ولي الأمر يسن نظم التعليم العالي وسليمان أبا الخيل يتجاوزها
لم تهمش الأنظمة و الأقسام العلمية في وقت من الأوقات كما في وقت معالي المدير حتى أصبح تجاوز الأقسام والصلاحيات سمة المواطن المخلص سليمان أبا الخيل وأسأل يا وزير التعليم العالي ونائبك النزيه د علي العطية عن طلبة الدكتوراه المقربين لمعاليه في المعهد العالي للقضاء الذين رفضت مشاريعهم البحثية من قبل الأقسام وكيف مرره معاليه بالتنسيق مع عميد المعهد وعميد الدراسات العليا وغير ذلك مما يحزن كل غيور على الحال التي وصلت لها الجامعة
وختاما فأن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق من المحسوبية واستغلال السلطة وأضحت هذه التصرفات الممقوتة عنوان سخط عام لدى كل غيور على وطنه وباتت الحاجة ملحة لإرساء معايير أخلاقية وقواعد ومبادئ أساسية ومهنية تكفل لكل ناجح وكفئ ومجتهد وأمين من أن يرتقي في عمله في جو من التنافسية الشريفة لا مجال فيه للمحسوبية ولا للفئوية ولا للمناطقية ولنكن أوفياء لخالقنا وديننا ومليكنا بعيدا عن التزويق والتغرير واللعب على المشاعر الوطنية ولنثبت للجميع أننا أبناء وطن واحد كل له حق المشاركة في بناء هذا الوطن