على مدى عامين كاملين ظلت العجوز الصينية تذهب
خلالهما إلى النهر حاملة على ظهرها إنائين كبيرين يتدليان
من طرفي عصا طويلة فتملأهما وتعود إلى منزلها
بملئ قدر ونصف فقط لوجود شرخ بأحدهما.
وطوال هذه الفترة ظل الإناء السليم يتحدث عن كماله
وظل الإناء المشروخ خجلا تعيسا لعدم قدرته على تأدية
نصف ما خلق له.
وفي إحدى المرات سأل القدر المشروخ العجوز أثناء وجودهما
على شط النهر لماذا الإصرار على الإحتفاظ بي على الرغم
من عيبي الظاهر إبتسمت العجوز وردت هل لاحظت
أن جانب الطريق ناحيتك مزرع بالزهور الجميلة
بينما لا توجد زهور على الجانب الآخر؟!
لقد لاحظت الشرخ فزرعت البذور على جانب الطريق
وفي طريق عودتي كل يوم كنت تقوم بريها وبمرور الأيام
كنت أستمتع بجمع الزهور لتجميل المنزل وبدون
هذا العيب ما تمكنت من زراعة الجمال..
لكل منا نقاط عيبه
فالشروخ والتدفق هي التي تجعل حياتنا مسلية
ومكملة لبعضها ...علينا فقط تقبل الأفراد على ما هم عليه
وإبحث عن الجانب الجيد بهم..
~~~~~~~~