غداً
غدا كلمة نرددها كثيرا في حديثنا المعتاد,لكنني أصبحت أخافها,أخاف من الغد الذي لم يحمل لي بعد أي بصيص أو دليل على نوعية ما ينتظرني في هذه الدنيا ان أطال الله العمر بالتأكيد,سواء أكان خيرا أو شرا.
الغد كلمة بسيطة من حرفين,وكل حرف يدل على شيء يرعب أكثر من الكلمة نفسها,فالغين؛غربة,غدر,بحر غويط لا قرار له ولا شاطئ,والغين؛ غمة نسأل الله أن يزيلها,غيرة قاتلة تدمر,غبار يعمي العين عن الطريق الصحيح.
أما الدال فهو درب مظلم لا نعرف أين يوصل,دمار نفسي وجسدي يجعل الفكر مشوش والذهن مشغولا,دية يجب أن ندفعها من أعصابنا وصحتنا,الدال دار لا نوافذ لها ليدخل نور الشمس الصحي,دودة تنخر في أعماق النفس فتضعفها وتجعلها ضحية للوسوسة.
الغد فئة تنتظره بفارغ الصبر,فهو بالنسبة لها الأمل,المستقبل المشرق وتحقيق الأماني,حروفه لها معاني معاكسة.
فالغين,غاية تسعى لتحقيقها بكل ما لديك من قوة وجرأة,غيوم تحمل مطر الخير والبركة فتعطيها نحلة تتلج القلوب وتريح الروح.
والدال,ديمومة التفائل ودفع التشاؤم,درأ الخطر عن النفس الضعيفة بتشبتها بالايمان وايمانها بالقضاء والقدر.
فأين نحن من هاتين الفئتين؟؟؟
منقول