بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دنيا الضياع موضوع يتحدث عن واقعنا الاليم
واقعا عانا منه الكثير الكثير
بل هي مشكلة تحدث لكل انسان
مشكله لا يتجاوزها الا السعداء ذو العزيمة القوية
مشكله هدمت البيوت مشكله كبيره لا يدركها الا المتقين الذين يعرفون الدين وما ينهى عنه رب العالمين
مشكله يراها الكثير صغيره وهي بالاصل كبيره وخطيره
مشكلة الضياع
نعم هي مشكلة الضياع
نرى الشباب غارقين فيها كل على هواه
متجاهلين اوامر الله ونواهيه
وكأنهم لم يخلقوا ليعبدوا الله
بل كأنهم خلقوا ليعصوا الله سبحانه
خلقوا ليلهوا ويلعبوا في هذه الدنيا
لم يأخذوا من دنياهم الا زاد عفن زاد الضياع
ياترى ماذا سيقولون لربهم بعد الممات
هل سيستطيعون الجواب لمنكر ونكير وهذا هو زادهم
أي ضياع هم فيه ، لقد احتنكهم الشيطان فاعطوه الطاعة والولاء
حتى اصبحوا في ذات انفسهم شياطين دون ان يعلموا
يامرون بالمعاصي وينهون عن الطاعات
يسارعون الى الفساد ويتباطئون عن العبادات
وهذه هي دنيا الضياع واللهو
فان الدنيا قد تمثلت لحبيبنا المصطفى عليه افضل الصلاة واتم السلام فقال لها اليك عني
عن زيد بن أرقم أن أبا بكر الصديق استسقى فأتي بإناء فيه ماء وعسل، فلما وضع على يده بكى
وانتحب، فما زال يبكي حتى بكى من حوله فسألوه مالذي هيجك على البكاء؟ فقال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يدفع عنه شيئا إليك عني إليك عني، ولم أر معه أحدا، فقلت: يا رسول الله أراك تدفع شيئا ولا أرى معك أحدا، فقال: هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها فقلت لها إليك عني فتنحت، ثم رجعت فقالت: أما والله إن أفلت مني فلن ينفلت مني من بعدك، فخشيت أن تكون لحقتني فذاك أبكاني
فقد قالت الدنيا لن ينفلت مني من بعدك فقد ابكى هذا خير البشريه بعد الانبياء والرسل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق
فهل وقفنا وقفة صادقه مع النفس الاماره بالسوء
لنردعها عن طاعة الشيطان
ولندفعها لطاعة الرحمن سبحانة وتعالى
ولنبدل هذا الزاد العفن ( زاد اللهو والضياع واتباع الشهوات ) بزاد التقوى والايمان
فانه خير زاد وهو الزاد النافع في يوم لا ينفعك فيه لا والد ولا ولد
فالله الله بالتزود بهذا الزاد وترك الزاد العفن الذي لا ينفعك بل يضرك ويوردك المهالك
اتقوا الله في انفسكم واتقوا الله في من تغررون به فان الله محاسبكم
والله الذي لا اله الا هو انكم محاسبون عن كل شيء
عن صغيره ا و كبيره
فاتقوا يوما ترجعون به الى الله
فانه سبحانه وتعالى لا يظلم عنده احد
وياخذ حق الضعيف من القوى
ويرد المظالم لاهلها ويعاقب من كان في الدنيا جبارا عتيا
ويلحق الاخرين بالاولين
فاتقوا الله عباد الله
فان الله تعالى قال :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
فان الله غفور رحيم لمن تاب ورجع الى الصواب
وانه لشديد العقاب لمن تجاهل اوامره وانتهك حرماته
فلا تكونوا وقودا للنار فانكم لن تحتملوا ان تكونوا وقود لها
احبتي في الله لكم الاختيار
اما جنة عرضها السموات والارض
واما نار تشوي الوجوه
خلود لا ممات فيهما
اخي المسلم اختى المسلمة
اكثروا من العبادات واحيوا السنن واتبعبوا اوامر الله وتجنبوا نواهيه
واقيموا الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتعضكم لعلكم ترحمون
وآتوا الزكاة وانهوا عن المنكر وأمروا بالمعروف ...
اسال الله ان يجعلنا واياكم من اهل الفردوس الاعلى
وان يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل منا اعمالنا الصالحه
احبتي في الله
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
فصلوا عليه وسلموا تسليما
صلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين
ودمتم في حفظ الله ورعايته