في يوم من الأيام قابلت أحد الزملاء وبدأنا في حديثنا عن ما تم انجازه اليوم من أعمال وكيف كانت،تجاذبنا أطراف الحديث لعدة دقائق لما كنا نتحدث عن تصحيح الاختبارات،شاهدت زميلي وهومستطرق وغارق في تفكير عميق.سألته مابك ياصاح،قال خلها على الله على سالفة الاختبارات تذكرت أبنائي،قلت طيب وماله المدارس لم تبدأ في الاختبارات،قال القصة ليست هنا،اذا ماذا؟ قال اليوم لما دخلت على أبنائي وهم مجتمعين كل واحد ذهب الى غرفته وكأنني مجرم داخل عليهم مع العلم انني عكس ذلك،قلت له اذا اين المشكلة مادمت تقول انك عكس ذلك يعني انك أب رحيم..قال يعني، ماذا تعني؟قال احيانا أكون شديد عليهم واضرب احيانا،ولكن رغم انني اجلب لهم كل مايحتاجونه ولكن لا زالوا يتهربون مني انا طيب معهم ايش الحل لجعلهم يقتربوا مني...قلت له الحل بسيط..كيف اخبرني الله يرضى عليك؟

قلت له عندك أوراق في البيت قال نعم بس شكلك تستهزيء بي ،قلت معاذ الله..وهل عندك مراسم ،قال نعم ......طيب اجمع اولادك وبناتك وزوجتك في الصالة ..قال والله ليموتوا من الخوف عندما أطلب هذا الاجتماع..قلت له ليش ..قال يتوقعوا مناقشة وحساب شديد ..قلت ماعليش اجمعهم بس اترك على محياك الابتسامة وناديهم بصوت منخفض مصحوبا ببعض الكلمات الحنينة..قال طيب وبعدين قلت : اذا جمعتهم أعطي كل واحد ورقة ومرسم واطلب من كل واحد منهم ان يكتب عنك المساويء اللي يراها ويستشعرهافيك أو الكلمات والحركات اللي لا يرتاحوا منه وتمثل لهم مصدر ازعاج أو خوف على شرط انك عندما تقرأها تغيرها الى الأفضل أو الاقلاع عنها تماما وتأخذ عهد على نفسك بذلك والا لا فائده من ذلك.قال سوف افعل قلت اذا اعطيتهم الاوراق والمراسم لا تجلس أمامهم بل اخبرهم انك ذاهب الى السوق ةأريدكم أن تكتبوا ماقلت لكم لأنني اريد ان تشاهدوني بثوب جديد.المهم صاحبنا نفذ ماقلت له،وبعد اسبوعين طلب مني هذا الزميل أن يقابلني قلت له طيب وأنا نسيت الموضوع تماما..قال تذكر لما تقابلنا المرة الماضية ماذا طلبت مني ٌقلت لا أذكر السن له احكام..ذكرني بالأوراق والمراسم ..آآآآه تذكرت ايش اللي حصل..زميلي لم يتمالك دموعه جلس يبكي قبل أن يتحدث،راح على بالي انه قد فقد أحد أبائه أو شيء آخر..ماذا حدث ياأخي قال هل هذا كله كان فيه وأنا ماأدري ؟هل هذه المدة كانوا اسرتي يتجرعوا المر مني؟؟ أنا بعد مارجعت البيت سلموني الأوراق وقرأتها وأول ماقرأت ورقة البنت الصغيره تقول (بابا أنت كل ماطلبتك تجيب لي لعبة تقول لي بعدين العبي مع زميلتك ليش ماتشتري لي زي زميلتي )ويوم سألت ابنتي ليش ماذكرتيني( قالت وجهك يخوف يابابا) ورجع زميلي ايضا في البكاء مرة أخرى،وقال قراءتياللكلمات والحركات التي كانت تصدر مني والتي كتبوه اسرتي نبهتني ونعت نفسي بالمجرم اثرني كنت مجرم مع العلم انني كنت ارى نفسي وقتها اب طبيعي..لكن قطعت على نفسي انني اخذ النقط تلك نقطة نقطة وأسعى الى تغييرها الى الأفضل أو اسبعادها..وبعد أسبوع سألته كيف الوضع قال أولادي يستقبلوني اذا دقيت جرس الباب والبنت الصغير تشكرني على الهدية...هذه قصة فعلا لم أختلقها بل قصة كنا أبطالها...لذا لتعرف أخطائك طبق مافعله زميلنا على شرط أن تكون صادق مع نفسك
الموضوع منقول ولكن جميل