يحكى أنه في وقت من الزمان، كانت هناك جزيرة تقطنها جميع العواطف
والأمور المعنوية.. السعادة، الحزن، المعرفة وكل العواطف بما فيها الحب..
وفى أحد الأيام علمت جميع العواطف إن الجزيرة ستغرق، وهكذا أصلحت جميعها قواربها وراحت تغادر الجزيرة.. لكن الحب هو الذي بقي وحده.. حيث أراد أن يبقى حتى آخر لحظة ممكنة.. وحينما راحت الجزيرة تغرق فعلياً ،قرر الحب أن يطلب المساعدة .
كانت الثروة تمر بالقرب منه في قارب فخم.
فقال الحب :"أيتها الثروة،هل تستطيعين أن تأخذيني معك ؟"
فأجابته الثروة وقالت:"لا، أنا لا أستطيع.. فهناك الكثير من الذهب والفضة معي في القارب.. وليس هناك مكان لك"
فقرر الحب أن يسأل الأناقة والخيلاء،التي كانت تمر بالقرب منه في قاربها البديع .
فقال الحب:" أيتها الأناقة ، من فضلك أعينيني ! "
فأجابته الأناقة:"إنني لا أقدر أن أساعدك، فأنت كلك مبتل، وقد تفسد أناقة قاربي" .
وكان الحزن قد اقترب لحظتها من الحب، فقرر الحب أن يسأله المعونة فقال: "أيها الحزن، دعني أذهب معك."
فرد عليه الحزن قائلا:"أيها الحب، إنني حزين جدا،حتى إنني أريد أن أبقى بمفردي مع نفسي !"
ومرت السعادة أيضا لحظتها بالحب،ولكنها كانت فرحة جداً،حتى أنها لم تسمع أصلاً الحب وهو يناديها..
وفجأة سمع الحب صوتا يقول:"تعال أيها الحب، سآخذك أنا معي"
وكان صاحب الصوت شيخاً متقدما في الأيام،أحس الحب بالفرح والنشوة حتى أنه نسى أن يسأل هذا الشيخ عن اسمه..وعندما وصلوا لليابسة، مضى الشيخ في طريقه،
و شعر الحب كم هو مدين لهذا الشيخ، فسأل المعرفة،وهى الأخرى عجوز متقدمة في الأيام،" ترى من الذي ساعدني ؟"
فأجابته قائلة :"لقد كان الزمن"
فقال الحب متسائلاً:"الزمن ؟"
ثم عاد وتساءل قائلا:"ولكن لماذا أعانني الزمن ؟"
ابتسمت المعرفة في وقار و حكمة عميقة وأجابته:"لأن الزمن وحده،هو القادر أن يفهم كم عظيم هو الحب!!.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ نار المحبة و السيول لا تغمرها"