دفعت الظروف المادية الصعبة سعودية حاصلة على مؤهل جامعي في الفيزياء مع "مرتبة الشرف" إلى العمل خادمة في المنازل، والوقوف أمام المساجد لسد حاجتها وحاجة أبنائها الثلاثة، بعد أن أهملها زوجها وتركها دون أي دخل يحميها هي وأولادها من قسوة الأيام.
وروت "أم بدر" قصتها لـ(صحفي) مبينة أنها خريجة جامعية، تخصص فيزياء مع مرتبة الشرف عام 2006م، وتعتبر الزوجة الثانية لزوجها، الذي تزوجته بعد المرحلة الثانوية، وكافحت وجاهدت في الجامعة رغم إنجابها ثلاثة أبناء، حتى تخرجت وتم تكريمها لتفوقها من قِبل الإدارة.
وتضيف "أم بدر" أنها حاولت البحث عن وظيفة لسد حاجتها وحاجة أبنائها، بعد أن أهملها زوجها، ولكنها فشلت؛ فاضطرت إلى الاستدانة من الجيران ومن الصديقات، الذين رفضوا مساعدتها بعد أن عجزت عن سداد ما عليها.
وتقول "أم بدر": "زوجي مهتم بزوجته الأولى، وأنا وأبنائي نمر بظروف قاهرة؛ فأحيانا تداهمنا الأمراض، ونظل نصبر ونقاوم الأوجاع والجوع بالأيام؛ لأننا لا نستطيع مراجعة مستشفى أو عيادة؛ فلا نملك ثمن كشف الطبيب ولا دفع فاتورة الدواء، وفي هذه الأجواء الباردة لا أملك ما يكسيني وما يكسي أبنائي من البرد، وعندما أطلب من زوجي شيئاً يرد: ما عندي وظروفي صعبة وأنا عندي بيتان؛ ما دفعني إلى بيع كل ذهبي لسد حاجتي، والآن أنا لا أملك شيئاً أبيعه؛ فقررت العمل خادمة لدى الجيران، وأحياناً ألجأ إلى المساجد والجوامع لطلب المساعدة من فاعلي الخير. فكَّرت في طلب الطلاق كثيراً لأخرج من دور الضحية، ولكن أبنائي أجبروني على البقاء؛ فليس لهم سواي بعد الله".
وفي نهاية حديثها لـ(صحفي)تمنت "أم بدر" وظيفة تسد حاجتها وحاجة أبنائها؛ كي تخرج من هذا النفق المظلم الذي تقبع به هي وأولادها. مضيفة بأن عمرها وتعبها ذهبا هباء مع وثيقة التخرج التي ظلت حبيسة الأدراج بلا فائدة.