الموضوع للفتيات اقرب منه للفتيان ...لايمنع القياس ...
في سنِّ الصبا الجميل تواجهنا الكثير من التحديات الكبيرة , و قد يغيب عن بالنا في هذا الوقت أننا نرسم خطوط العمر كله, فتجد من ضيّع دينه و ضاع , و من بادر بالالتزام الجميل و تجد من ضيع وقته , و من حفظه و انتفع به , و من نهل من العلوم , و من زهد بها , و من شق له طريقا مشرقا بدأ بخطواته المباركة بجد و اجتهاد, و من نام و لها و غفل و خسر .
في سن الصبا الجميل قُدّمَت لي عروضُ الهوى , و كانت المغريات كثيرة , و كان الزمان يسمح بها , فمن منا لم تحرضه الأغنيات على البحث عن الحبيب ,
و من منا – و أعني من لم يكن ملتزما في هذه السن –
لم تأسره قصص الهوى و الحب و الغرام , و لم تلوّع قلبه أنات المحبين على الشاشات و يشتهي مثلها لقلبه هو , و لكنّ أمرا واحدا جعلني أدير لها ظهري يومها , لقد كان والدي الحبيب القريب , فكنت لا أطيق أن يساء له بكلمة عن ابنته , و كنت و ما زلت أبتغي له الكرامة و العزة رحمةً و براً و رغبةً في إرضائه وعرفاناً بالجميل .
و رفضت العروض الوردية آنذاك و غادرت طريقها إلى طريق الالتزام , و رضيت بما رضيه الله تعالى لي , فرزقت بعدها الزوج و الحبيب , و سعدت به و هنأت بالعيش معه , و ما زلت أقول لطفلتي و قد قاربت سن الصبا
أن اصبري يا بنيتي فسيأتيك رزقك رغدا بإذن الله , و لا تتعجلي مشاعر الحب و الإعجاب , فرزقك منها سيساق إليك لا محالة , و سيأتيك من يبادلك المشاعر الجميلة بالحلال , و سيدوم سعدك أبديا سرمديا .
و ما زلت أقول لصبايا الأمة أن اصبروا , و سيأتي الحب الحلال هنيئا رقراقا بارع الجمال , و سيكون في الله و لله و مما يرضى به الله , بل و ستدخلن به دار السرور في الدنيا و الآخرة إن شاء الله .
و عليكن بما أمر الله به من غض للبصر, و التزام بما أمر به من وقار, و ابتعاد عن ما نهى عنه من المثير للشهوات , و لتكن لك قناعة بأن ما كتب لك من رزق لن يغيب عنك أبدا, و لكن لكل أمر وقته و زمانه و أن الصبر مفتاح الفرج .
اعجبني ونقلته ...من موقع رسالة الاسلام..(رسالة المرأة) طبعا الموقع غني عن التعريف
بقلم: عبير النحاس