عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 27-02-2011, 11:53 PM
الصورة الرمزية راعي الطِواري
راعي الطِواري راعي الطِواري غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 2,491
معدل تقييم المستوى: 2399425
راعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداعراعي الطِواري محترف الإبداع
اعرف قلبك\\صلاح القلب تبع لصلاح الجوارح //

[align=center]
صلاح القلب تبع لصلاح الجوارح
[/align]

صلاحُ الجوارحِ تَبَعٌ لصلاحِ القلب

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ... ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إذا صَلَحَتْ , صَلَحَ الجَسَدُ كلُّه ، وإذا فسدَتْ , فسدَ الجسدُ كلُّه ، ألا وهيَ القلبُ ) .

هذا جزء من حديث ( الحلال بيّن , والحرام بيّن ... ) رواه الشيخان البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .

قال في شرحه : الحافظُ أبو الفَرج ابنُ رجبٍ الحنبليُّ البغداديُّ 736-795 هـ , في كتابه القيِّم ( جامع العلوم والحِكَم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم 1/210- 214 ) :

قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إذا صَلَحَتْ , صَلَحَ الجَسَدُ كلُّه ، وإذا فسدَتْ , فسدَ الجسدُ كلُّه ، ألا وهيَ القلبُ ) .

فيه إشارةٌ إلى أن صلاحَ حركات العبد بجوارحه , واجتنابَه المحرمات , واتقاءَه للشبهات , بحسب صلاحِ حركة قلبِه .

[mark=#33FF33]
فإذا كان قلبه سليماً , ليس فيه إلا محبةُ اللهِ , ومحبةُ ما يحبُّه اللهُ , وخشيةُ الوقوع فيما يكرهه , صلحت حركاتُ الجوارح كلُّها , ونشأ عن ذلك اجتنابُ المحرمات كلِّها , وتوقي للشبهات , حذراً من الوقوع في المحرّمات .
وإنْ كان القلبُ فاسداً , قد استولَى عليه اتّباعُ الهوى , وطلب ما يحبُّه , ولو كرهه اللهُ , فسدتْ حركاتُ الجوارح كلها , وانبعثت إلى كلِّ المعاصي والمشتبهات , بحسب اتّباع هوى القلب .
[/mark]
ولهذا يقال : " القلب ملك الأعضاء , وبقية الأعضاء جنوده , وهم مع هذا جنودٌ طائعون له , منبعثون في طاعتِه وتنفيذِ أوامره , لا يخالفونه في شيءٍ من ذلك ؛ فإنْ كان الملكُ صالحاً , كانت هذه الجنودُ صالحةً , وإنْ كان فاسداً , كانت جنودُه بهذه المثابة فاسدةً .

ولا ينفع عند الله إلا القلبُ السليم , كما قال - تعالى - : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم ) . الشعراء 88-89 .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه : ( اللهم ! إنّي أسألك قلباًَ سليماً ) .

فالقلب السليم هو السالِم من الآفاتِ والمكروهاتِ كلِّها , وهو القلبُ الذي ليس فيه سوى محبةِ الله وخشيتِه وخشيةِ ما يُباعدُ منه .

وفي مسند الإمام أحمد عن أنسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبُه ) .

والمراد باستقامة إيمانه : استقامةُ أعمال جوارحه ؛ فإنّ أعمالَ جوارحه لا تستقيم إلا باستقامة القلب , ومعنى استقامة القلب أن يكون ممتلئاً من محبةِ الله تعالى ومحبةِ طاعته وكراهةِ معصيته .

وقال الحسنُ - رحمه الله - لرجل : " داوِ قلبَك ؛ فإنّ حاجةَ الله إلى العباد صلاحُ قلوبهم " .

يعني أن مرادَه منهم ومطلوبَه صلاحُ قلوبهم ؛ فلا صلاح للقلوب حتى يستقرَّ فيها معرفةُ الله وعظمتُه ومحبتُه وخشيتُه ومهابتُه ورجاؤُه والتوكلُ عليه , ويمتلئ من ذلك , وهذا هو حقيقةُ التوحيد , وهو معنى قول لا إله إلا الله .
فلا صلاحَ للقلوب حتى يكون إلَهُهَا الذي تألَهُه وتعرفُه وتحبُّه وتخشاه هو الله , لا شريك له , ولو كان في السموات والأرض إله يُؤَلَّه سوى الله , لفسدت بذلك السموات والأرض , كما قال تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) الأنبياء 22 .

فعلم بذلك أنه لا صلاحَ للعالَم العلوي والسفلي معاً , حتى تكون حركاتُ أهلِها كلُّها لله , وحركاتُ الجسد تابعةً لحركةِ القلب وإرادته , فإن كانت حركتُه وإرادتُه لله وحده , فقد صلح , وصلحت حركات الجسد كله , وإن كانت حركةُ القلب وإراداتُه لغير الله , فسد , وفسدت حركاتُ الجسد , بحسب فساد حركة القلب .

وروى الليث عن مجاهد في قوله تعالى : ( ولا تشركوا به شيئاً ) , قال : " لا تحبوا غيري " .

وفي صحيح الحاكم عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء , وأدناه أن تحبَّ على شيءٍ من الجَور , وأن تبغض على شيءٍ من العدل , وهل الدين إلا الحب والبغض ؟ ,[mark=#339900]
قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) . آل عمران 31 .

فهذا يدل على أن محبةَ ما يكرهه الله , وبغضَ ما يحبه , متابعةً للهوى , والموالاةَ على ذلك , والمعاداةَ عليه من الشرك الخفي .

ويدل على ذلك قوله : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) آل عمران 31 .

فجعل اللهُ علامةَ الصدقِ في محبتِه اتّباعَ رسولِه , فدلّ على أن المحبة لا تتم بدون الطاعة والموافقة
[/mark].

قال الحسن - رحمه الله - قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسولَ الله ! إنا نحب ربنا حباً شديداً , فأحبَّ اللهُ أن يجعل لحبِّه عَلَماً , فأنزل الله هذه الآية : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) آل عمران 31 .

ومن هنا قال الحسن : اعلم أنك لن تحبَّ اللهَ حتى تحبَّ طاعتَه .

وسئل ذو النون المصري : متى أحبُّ ربي ؟ قال : إذا كان ما يبغضُه - تعالى - عندك أمرَّ من الصبر .

وقال بشر بن السَّرِي : ليس من أعلام الحب أن تحبّ ما يبغضه حبيبُك .

قال أبو يعقوب النهرجوري : كل مَن ادّعى محبة الله عزَّ وجلَّ , ولَم يوافق اللهَ في أمره , فدعواه باطل .

وقال رُويم : المحبةُ الموافقةُ في كل الأحوال .

وقال يحيى بن معاذ : ليس بصادقٍ مَن ادّعى محبةَ الله , ولَم يحفظ حدوده .

وعن بعض السلف قال : قرأتُ في بعض الكتب السالفة : مَن أحبَّ اللهَ لَم يكن عنده شيءٌ آثرَ من مرضاتِه , ومن أحبَّ الدنيا , لَم يكن عنده شيءٌ آثرَ من هوى نفسه .

وفي السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : مَن أعطى لله , ومنعَ لله , وأحبَّ لله , وأبغضَ لله , فقد استكمل الإيمان .

ومعنى هذا : أن كلَّ حركات القلب والجوارح , إذا كانت كلُّها لله , فقد كمل إيمانُ العبدِ بذلك , باطناً وظاهراً , ويلزمُ من صلاح حركات القلب صلاحُ حركات الجوارح , فإذا كان القلبُ صالحاً , ليس فيه إلا إرادةُ الله وإرادةُ ما يريدُه , لَم تنبعث الجوارحُ إلا فيما يريدُه اللهُ , فسارعتْ إلى ما فيه رضاه , وكَفَّتْ عما يكرهُه , وعما يخشى أن يكون مما يكرهُه , وإن لَم يتيقن ذلك .

قال الحسن : ما نظرتُ ببصري , ولا نطقتُ بلساني , ولا بطشتُ بيدي , ولا نهضتُ على قدمي , حتى أنظرَ ؛ أَعَلَى طاعةٍ أو على معصيةٍ ؟ فإن كانت طاعة , تقدّمتُ , وإن كانت معصية , تأخّرتُ .

وقال محمد بن الفضل البلخي : ما خطوتُ منذ أربعين سنة خطوةً لغير الله عزَّ وجلَّ .

وقيل لداود الطائي : لو تنحيتَ من الظلِّ إلى الشمس , فقال : هذه خُطا , لا أدري كيف تكتب ؟

فهؤلاء القومُ ؛ لَمّا صلحت قلوبُهم , فلم يبقَ فيها إرادةٌ لغير الله , صلحتْ جوارحُهم , فلم تتحرك إلا للهِ عزَّ وجلَّ وبما فيه مرضاته . والله أعلم .



انتهى

اخواني واخواتي والله تأثرت في هذا الكلام وحبيت افيدكم فيه


التعديل الأخير تم بواسطة راعي الطِواري ; 28-02-2011 الساعة 12:05 AM