عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 01-03-2011, 02:36 PM
الصورة الرمزية فييييء
فييييء فييييء غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 6,762
معدل تقييم المستوى: 7982760
فييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداعفييييء محترف الإبداع
Question تعالوا لتعرفوا من هو جحا ..

يقول أحد الإخوان:


أذكر أن أحد الأفاضل قال لي
: إنه يتوقع أن جحا من أهل الجنة، فقلت له: و لمَ؟ قال: لم يبق أحدٌ من الناس إلا و قد اغتابه و أعطاه شيئا من حسناته !!

تأملت في عبارته كثيراً و دفعتني للبحث عن هذه الشخصية التي لطالما أثارت الجدل و الأقاويل، ثم لمّا تبين لي أمره رأيت انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم

:

" من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة

" رواه أحمد و الترمذي ، و حفاظاً على مكانة من عُرف بالإسلام و الصلاح، و إدراك القرون المفضلة أن أعرّف الناس به ، ليحفظوا عرضه و يكفّوا عن ذكره بما لا يليق بمكانته.

أقول : إن ( جحا ) ليس أسطورة ، بل هو حقيقة !
واسمه


: ( دُجين بن مثبت الفزاري – رحمه الله - )، أدرك و رأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، و روى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، و هشام بن عروة، و عبد الله بن المبارك، و آخرون.

قال الشيرازي

: جُحا لقب له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.

قال الحافظ ابن عساكر

: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).

وفي ميزان الاعتدال للذهبي

(المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، و كان الغالب عليه السماحة، و صفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته.

و قال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.


ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له

: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – و ما رأيت أعقل منه - .

وقال عنه أيضاً

: لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدّثون .

وقال الحافظ ابن الجوزي

- رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم .

وأيّاً كان الأمر

:

- فإن كان جحا صالحاً و أدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير

.

- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه، والكذب عليه، وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم

" أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي .

وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال، وفي الحديث

:
" كفى بالمرء كذباً

(وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع"


رحم الله أبا الغصن وجمعنا به في جنته ،


وفقني الله وإياكم لخيري الدنيا والآخرة

.
رد مع اقتباس