بسم الله الرحمن الرحيم
والله يوفقكم وييسر اموركم ويسهلها والله يفرج همومكم ويسعدكم ويحقق لكم امانيكم يارب يارب
أدعية الكرب والهمّ والحزن:
جاء في السنة أدعية خاصّة بالكرب والهم والحزن تقال عندها، وأدعية يستجاب الدعاء بها، ويحسن بالمريض أن يعرفها ويدعو بها، لأن المرض من جملة ما يحزن الإنسان ويقلقه، فإليك طائفة منها:-
1- أخرج ابن أبي الدنيا في الفرج بسند صحيح أن النبي r قال:
" كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم " (صحيح الجامع:4571)
2- وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله r كان يقول عند الكرب: " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات وربّ الأرض، رب العرش الكريم "
وفي رواية عند مسلم: " كان إذا أحزبه أمر قال ذلك "
قال النووي ـ رحمه الله ـ كما في الأذكار صـ164 قوله: " حزبه أمر " أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
وقال في موضع آخر تعليقاً على هذا الحديث: هو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة. قال الطبري: كان السلف يدعون به، ويسمونه دعاء الكرب.
(شرح صحيح مسلم :17/50ـ51)
3- وأخرج الإمام أحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن جعفر عن عليّ
ـ رضي الله عنهما ـ قال:
" لقنني رسول الله r هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كِرْب أو شدّة أن أقولها: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين "
وكان عبد الله بن جعفر يلقّنها، وينفث بها على الموعوك ( أي المحموم ) ويعلِّمها المغتربة من بناته
(أي التي تزوّج إلى غير أقاربها) (عمل اليوم والليلة للنسائي صــ 406) (الأذكار صــ 165 )
أخرج ابن السني في اليوم والليلة عن عبد الله بن جعفر:
" أنه دخل على ابن له مريض يُقال له صالحٌ فقال له: قل: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني فإنك غفور رحيم، ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمِّى وذكر أن رسول الله r علمُهنَّ إيَّاه "
4ـ وأخرج البخاري ومسلم عن أنس t قال:
" كنت أخدم رسول الله r، فكنت أسمعه كثيراً يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين وغلبة الرجال"
5- وأخرج البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:
"حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم حين أُلقي في النار، وقالها محمد حين قالوا:
{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران: 173)
6-وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: " ما أصاب أحداً قط همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاءَ حزني، وذهاب همّي، إلا أذهب الله همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً "
وفي رواية: " فرحاً ـ قال، فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلّمها ؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها " (السلسة الصحيحة: 199 )
7- وأخرج أبو داود وأحمد عن أبي بكرة t أن رسول الله r قال:
" دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" (صحيح الجامع: 3388 )
8- وأخرج الترمذي عن أنس t قال:
" كان النبي r إذا كَرَبه أمرٌ قال: يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث"
(صحيح الجامع: 4777 )، وهو في صحيح سنن الترمذي: 2796 )
وفي مستدرك الحاكم عن ابن مسعودt بلفظ: "كان إذا نزل به همٌّ أو غمٌّ قال: يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث"
9- أخرج أبو داود وابن ماجة عن أسماء بنت عُميس ـ رضي الله عنها ـ قالت:
قال لي رسول الله r:
" ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكَرْب ـ أو في الكرب ـ: الله، الله ربي، لا أشرك به شيئاً " (صحيح الجامع: 2623 )
وفي لفظ له: " من أصابه همّ أو غمّ أو سقم أو شدّة فقال: الله ربي، لا شريك له كشف ذلك عنه" (هذا اللفظ للطبراني في الكبير وحسنه الألباني في صحيح الجامع: 6040 )
10- أخرج الترمذي وأحمد عن سعد بن أبي وقاص t قال: قال رسول الله r:
" دعوة ذي النّون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قطّ إلا استجاب الله له " (صحيح الجامع: 3383 )
و(النون) يعني: الحوت.و(ذو النون) يونس بن مَتَّى u (تفسير ابن كثير:5/ 360 )
وقد قال تعالى: { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء:87 ـ 88)
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية: وفي الخبر في هذه الآية شرط الله لمن دعاه أن يجيبه كما أجابه وينجيه كما أنجاه، وهو قوله: { وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }(الأنبياء:88). أهـ
الجامع لأحكام القرآن:11/334 )
وقال ابن كثيرـ رحمه الله ـ: { وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }أي: إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا، ولاسيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء.
(تفسير ابن كثير: 5/336 )
11- أخرج أبو داود والترمذي عن بريدة ـ رضي الله عنها ـ:
" أن رسول الله r سمع رجلاً يدعو، وهو يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطي " (صححه الألباني في سنن أبي داود )
12- أخرج أبو داود والنسائي عن أنس t قال:
" كنت مع رسول الله r جالساً، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيّوم، إني أسألك "، فقال النبي r: " والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى"
(صححه الألباني في صحيح أبي داود )
دعـــــاء
عن أبي غسَّانَ ـ رحمه الله ـ قال:
حُممت بنيسابور فأطبقت علىّ الحمى، فدعوت بهذا الدعاء: اللهم كلما أنعمتَ علىّ نعمة قل عندها شكري، وكلما ابتليتني ببلية قل عندها صبري، فيا مَنْ قل شكري عند نعمته فلم يخذلني، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يعاقبني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، اكشف ضري، قال: فذهب عني"
منقول لكم
والله يوفقكم وييسر اموركم ويسهلها والله يفرج همومكم ويسعدكم ويحقق لكم امانيكم يارب يارب