[align=center] عندما تخاطب الارض السماء

هل تعلمين بما اشعر ؟
انا صحراء قاحلة جفت فلا عشب بها او ماء , هجرتها الاحياء كلها ولم يبق فيها إلا جذور تنازع , روتها السماء قبل سبع سنوات عجاف , والان ها قد حل شتاء آخر ولم تمطري به يا سمائي , ولا أدري إن كنت سأصمد حتى السنة القادمة, لقد تفاءلت خيراً بالسنة السابقة وقلت لعلها رؤيا فرعون كما أولها يوسف عليه السلام, ويا رب قد رحمت فرعون في السنة السابعة وانا مازلت أتقلب وأتلوى عطشاً , إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي.
فيا سماء هل تذكرين الواحة التي بقيت في تلك السنة, آه لقد رحمها الله فجفت بعد سنتين او ثلاث , رباه حتى أني لم أعد اذكر كيف كان شكلها , اغمض عيني متأملاً ولا أرى إلا عيوناً حانية لكني لا أدرك باقي الملامح, اجتهد واجهد عقلي وكلما اجتهدت كلما ازدادت بعداً
كما هي حال السراب بين ضلوعي
هل تعلمين يا سماء اني نسيت رائحة المطر ولكم تندمت على تلك القطرات التي بذرتها بسرعة بين رمالي ولم احفظها ليوم كهذا, لا أعلم لما لا أطلب الرحمة من غيرك يا سماء حتى أني صرت أدعوك سمائي وأرفض أن يشاركني بك أحد
عندما يحل الليل اتخيلك وكأنما أنت من نساء الارض وقد غطت وجهها بالخمار وعندما يحل الفجر , ستجديني هناك مستلقياُ على رأس أعلى كثباني الرملية منتظراً هذه اللحظة التي ترسل الرعشة في بدني كله وتبعث بي الحياة ليوم آخر , عندما تسفرين بوجهك الوضاء على الدنيا
يقول الاطفال ان الجنة والنار في السماء وقد اصبحت جنتي وناري , فلا هو موت ولا هي حياة
أتأمل الافق البعيد فأرى أطراف اناملك تلامس أطراف أناملي , لكنه شعور بعيد لا يمكن الاحساس به الا اذا كتمت انفاسي واغمضت عيني.
هيا تأملي معي
مدي يديك في الهواء وكأنما تسبحين في حلم
واغمضي عينيك
واكتمي انفاسك حتى تشعرين بأن نفسك يكاد ينقطع .... واستشعريني
هيا لا تخجلي ....

ها هل أحسست بذلك؟
هل تعلمين ما هذا الشعور؟
هذا الشعور هو وحدة الوجود التي يتحدثون عنها !!!
عندما تتحد السماء والارض وكأني أشعر بأن كواكب الكون كلها تجول في صدري, وكأنك ترين عواصفي الرملية تخلخل مجراتك وتعبث بها
سأتوقف هنا , هل تعلمين لما ؟
لان الفجر اقترب, واريد ان اتأملك واتألمك , فكل ما يجيئني منك جميل

هل تعلمين من أين جئت بكل هذا الوصف ؟
في غفلة منك اليوم .... نزلت قطرة ... فنبتت في قلبي زهرة, فقطفتها وها أنا أهديها لك, وصدقيني لقد حاولت أن أنزع القلب معها ولكني لم استطع, فاعذري ضعفي , وتقبلي قلبي ووردي؟

يا سمائي
[/align]