النيازك : هي مخلفات المجموعة الشمسية منذ تكونها منذ ملايين السنين,تدور فى مدار بيضاوى حول الشمس .و يكثر وجودها في حزام من الكويكبات يقع بين كوكبي المريخ و المشترى و يعرف باسم حزام كيوبر و قد يصل عدد الكويكبات الموجودة الى مئات الالاف.
بالطبع يمكن أن تتقاطع مدارات هذه النيازك ( مساراتها ) مع مدارات كواكب المجموعة الشمسية و بالتالي يمكن لأي كوكب ان يؤثر بجاذبيته على النيازك المارة بجواره مما يؤدى الى خروج احد هذه النيازك عن مداره حول الشمس لينطلق نحو الكوكب قابلا بذلك دعوة الكوكب لاصطدام به !! أحد هذه الكواكب عاثرة الحظ هو كوكب الارض الذى تقع عليه يوميا ملايين النيازك بأحجام مختلفة و لكن من رحمة الله بنا وجود الغلاف الجوى المحيط بكوكبنا.فعند دخول النيزك الى الغلاف الجوى يبدأ بالاحتكاك به حتى يتفتت و يتبخر و نراه فى السماء فى الليالى الصافية على هيئة شهب تسقط من السماء.
لكن لسقوط النيازك وجه أخر و ليس جميعها تكون نهايته شهب جميلة تسقط من السماء فللاسف قطر بعض النيازك قد يصل الى 940 كيلو مترا اى ربع قطر القمر تقريبا بالتالى فأن سقوطها على كوكب الارض يعتبر كارثة بكل المقاييس لان الغلاف الجوى لا يستطيع التاثير عليها بأى حال من الاحوال, فيتجه النيزك بكل قوته الى سطح الارض لتصبح المنطقة التى يسقط عليها مجرد ذكرى !!!و قد أكدت الدراسات العلمية التى تبحث فى الاسباب وراء انقراض الديناصورات أن سقوط نيزك ضخم على الارض قد يكون هو السبب الفعلى لإنقراضها و قد يكون هو السبب ايضا وراء انقراض الانسان نفسه عما قريب ...أقرب مما تتصوروا... ربما فى عام2036 !!!
"أبو فيس" هو اسم النيزك المنتظر...حيث يبلغ قطره حوالى250 متر و يتقاطع مع مدار الارض مرتين خلال دورته حول الشمس. يتوقع العلماء سقوطه فى استراليا مسببا حفرة قطرها 5كم بقوة تبلغ مليون الف مرة من قوة قنبلة هيروشيما مسببا دمارا فى منطقة سقوطه, هذا بالاضافة الى ان الغبار النيزكى الناتج عن سقوطه سوف يؤدى الى صيف عالمي قد يصل لمدة 3 سنوات بالاضافة الى منعه لاشعة الشمس من الوصول الى الارض....هذه هى مضاعفات سقوطه على منطقة يابسة لكن الامر يصبح مختلفا قليلا اذا سقط فى المحيط لان سقوطه سوف يؤدى الى موجات عاتية يصل طولها الى 17 مترا مغرقة جميع المدن و القرى فى طريقها. يتوقع ان يقترب أبوفيس من الارض ليمكن رؤيته بالعين المجردة عام 2029م و سوف يكون على بعد 32 ألف كم فقط من الارض بالتالى هو معرض الى جاذبية الارض و عندها يمكننا دراسة احتمالية سقوطه بدقة و لكن لا داعى للقلق فالعلماء حاليا فى بحث مستمر من أجل ايجاد طرق لحماية الارض من الكويكبات السيارة التى قد تؤدي الى هلاك سكان الارض و لهذا حديث أخر.
زائر غير مرغوب فيه
فلنعود اذا الى انفجار سيبريا و نعود لدراسة احتمال اخر نظرعام 1978 من قبل الفلكي السلوفاكي "لوبور كريساك" . هو ليس احتمال مختلف كثيرا عن احتمال النيازك فسقوط مذنب على سطح الارض سوف يعطى نفس الاثار التدميرية لسقوط النيزك.و لكن الفارق الرئيسى بين النيزك و المذنب هو ان المذنب يأتى زائر من خارج المجموعة الشمسية فيقع أسيرا نتيجة جاذبية الشمس له ليتخذ مسار حولها و ما يحدث فى أغلب الاحيان ان يحدث خلل ما فى مسار المذنب كأصطدامه بنيزك ما اثناء رحلته فيتأثر بجاذبية الارض له فيتجه نحوها ليصطدم بها مباشرة.
كما يتميز المذنب بذيله الابيض الشهير الناتج عن ذوبان الجليد الداخل فى تكوينه اثناء مروره بالقرب من الشمس مكونا من خلفه الذيل الذى يميزه عن باقى الاجرام السماوية و من أشهر مذنبات مجموعتنا الشمسية هو مذنب هالى الذى يتأتى لزيارة الارض و الشمس كل 76 عام و قد تم رصده مرتين خلال القرن العشرين فى عامى 1910 و1986.
هل هناك ما هو أخطر من مذنب او نيزك ساقط من السماء ؟! ربما و لما لا ..
المكنسة كونية
الثقوب السوداء: هي "مكنسة كونية" بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلها قوة جذب تفوق الوصف يمكنها ان تبتلع كواكب و نجوم بل و مجرات كاملة اذا ما وقعت فى مجال جاذبيتها القوى.بكل بساطة الثقب الاسود هو النهاية المتوقعة للنجوم التى تتجاوز كتلتها حد شاندراسيكر و لمن لا يعلم كم يبلغ حد شاندرا سيكر فهو يقدر بحوالى 1.4من كتلة الشمس. بالتالى يمكننا ان نستنتج إن الشمس لن تنتهى كثقب أسود بل كقزم أبيض اى فاقدة للضوء و الحرارة و حجمها أصغر من كوكب الارض نفسه.
عندما يقترب النجم من نهايته يكون وقوده من الهيدروجين و الهيليوم قد أوشك على النفاذ فتصبح قوة جاذبيته الداخلية أكبر بكثير من قوته النووية( التى تدفع النجم الى التضخم) و يبدأ النجم فى الانهيار على نفسه تحت الضغط و الجاذبية الهائلتين فبسبب هذه الجاذبية الهائلة تختفى الفراغات بين مكونات النجم بل تختفى الفراغات بين نواة الذرة و الكتروناتها فيتقلص النجم و ينضغط فى مساحة صغيرة جدا على عكس كتلته التى أصبحت هائلة بحيث تمنع ضوء النجم نفسه من الافلات من جاذبيتها لذلك نصفها بأنها سوداء حتى انه لا يمكننا رؤيتها بل نستدل على وجودها فى الفضاء عن طريق جاذبيتها و طريقة انتشار أشعة الضوء من حوله.
قد يصل حجم الثقب الاسود الى حجم قبضة اليد و من جهة اخرى تصبح كتلته و جاذبيته كبيرتين بشكل لا يصدق لذلك فعند رغبة هذه الثقوب الصغيرة فى جذب الكواكب الاكبر حجما اليها يؤدى ذلك الى جذب الكوكب نفسه للثقب فينطلق الثقب نحوه بسرعة كبيرة جدا.
و لكن السؤال الملح الان هو :"ما هى علاقة ثقب اسود فى الفضاء بانفجار على كوكب الارض؟"
و الاجابة هى نظرية شديدة الغرابة ظهرت عام 1989 على يدى العالمين ألبرت جاكسون و مايكل راين الفيزيائيين بجامعة تكساس وقد ارجعت هذه النظرية المثيرة السبب وراء انفجار سيبريا الى ان هناك ثقبا أسود صغير جدا قطره يصل الى واحد على مليون من السنتيمتر قد دخل الغلاف الجوى للارض بسرعة أكبر من سرعة الافلات من الجاذبية الارضية مخترقا اياها و نافذا من الناحية الاخرى مسببا هذا الانفجار المروع !!!
يمكننا القول انه احتمال خيالى الى حد بعيد و لكن فلنطلق لخيالنا العنان اكثر و نعتبر ان هذا هو ما حدث فعلا بل ايضا فلنتخيل ان هذا الثقب الاسود الصغير لم يكن منطلقا الى الارض بسرعة تفوق سرعة الافلات ؟؟ فى هذه الحالة فان الثقب الاسود لن يعود لينطلق فى الفضاء مرة أخرى من الناحية الاخرى لمكان اختراقه, بل سوف يخترق الارض ليستقر فى نواتها و يبدأ فى ابتلاع مكوناتها الداخلية و طبعا هذه العملية سوف تتم على المدى البعيد و ببطء شديد بسبب حجمه الصغير لكن مع مرور الوقت يصبح اكبر حجما و اكثر قوة معجلا بالارض الى النهاية المحتومة.
و لكن فلنسأل انفسنا سؤالا اخر فى غاية الاهمية..أليس من المنطقى انه اذا اخترق هذا الثقب كوكب الارض بالفعل فتكون النتيجة المنطقية ان يتسبب بانفجارين منفصلين و ليس انفجار واحد ؟؟ أحدهما فى مكان دخوله و الاخر فى مكان خروجه اى شمال المحيط الاطلنطى؟؟ لم يحدث هذا الامر فى حالة انفجار تانجوسكا بل كان انفجارا وحيدا تسبب بدمار شامل فى منطقة واحدة و هى منطقة سيبريا و لم نسمع بأخر فى الجهة المقابلة له على سطح كوكب الارض شمالى المحيط الاطلنطى.. اذا يمكننا القول ان هذا الاحتمال منافى للعقل و المنطق و يصعب تصديقه على رغم من كونه احتمالا مثيرا للأقاويل و التساؤلات ليس هذا هو الاحتمال الاكثر غرابة فهناك ما هو اغرب.
المادة المضادة فى سماء سيبيريا
المادة المعروفة تتكون من بروتونات موجبة الشحنة والكترونات سالبة الشحنة اما عن المادة المضادة فهى معكوس المادة المعروفة لنا حيث انها تتكون من بروتونات سالبة و الكترونات موجبة !!! ولكن هل يوجد بالفعل الكترون موجب و بروتون سالب ؟؟ الاجابة هى نعم لقد تم اكتشاف البوزترون و هو مضاد الالكترون اى يحمل شحنة موجبة كما تم اكتشاف مضاد البروتون أيضا وتم معمليا تخليق ذرة هيدروجين مضادة. بما انه امكن وجود ذرة مضادة فلنتخيل اذا وجود نجوم و كواكب مضادة بل و مجرات كاملة من مادة مضادة .!!
حسب نظرية الانفجار العظيم فانه عند بداية خلق الكون وجدت كميتين من المادة و المادة المضادة و قد خلقت المادة بحيث تزيد عن المادة المضادة بنسبة ضئيلة جدا فعند التقاء المادة و المادة المضادة نتجت طاقة هائلة حيث تقوم كل منهما بتدمير كمية مساوية من الاخرى بالتالى ما نحصل عليه هو طاقة خالصة نتيجة التقاء المادتين معا وتبقى كمية من المادة التى لم تشارك فى انتاج هذه الطاقة لتكون هى القاعدة التى يتم عليها بناء الكون الذى نراه من حولنا الان.
اذا التقاء كميتين من المادة و المادة المضادة يؤدى الى طاقة او بمعنى أخر إنفجار و هذا هو ما رجحه لينكولن لاباز عام 1941 و من بعده كلايد كوان و علماء اخرين عام 1965 عند دراستهم لاسباب انفجار سيبريا.
افترض هؤلاء ان كمية من المادة المضادة سافرت عبر الفضاء لتصطدم مع كوكب الارض عند منطقة سيبريا مسببة هذا الانفجار الهائل تاركة ورائها خراب كامل فى المنطقة بالاضافة الى المفاجأة و الذهول لكل من شاهد الانفجار.
وأيهم نصدق إذاً..؟؟
إن القبول بأحدى هذه النظريات يعتمد على الوقائع و الادلة فى منطقة الإنفجار لكن ما لدى العلماء من أدلة ليس كاف لتفسير هذا الانفجار بشكل كامل ذلك لان القوات الروسية قامت باقفال هذه المنطقة تماما و منعت اى رحلات بحثية او استكشافية بداخلها و تم اعتبار هذه المنطقة محظورة و محاطة بسياج أمنى يمنع الاقتراب او التصوير حتى الاقمار الصناعية لم تنجح فى فك لغز هذه المنطقة لتظل التساؤلات بلا اجابة الى الابد و بالرغم من مرور قرن من الزمان لم تستطع الايام ان تمحى اثار الانفجار لتظل شاهدة على عجز الانسان عن الوقوف فى وجه .. كارثة من السماء.
دمتم بألف خير ،،