عرض مشاركة واحدة
  #12 (permalink)  
قديم 01-02-2008, 08:35 AM
مجتهددد مجتهددد غير متصل
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 850
معدل تقييم المستوى: 44
مجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداعمجتهددد محترف الإبداع

سأتناول على مهل بعض الجوانب من زوايا مختلفة وبالله التوفيق ....

بداية الشاعر لاشك يجيد اختيار اللفظ المناسب الذي يؤدي المعنى بشكل كامل وواف ..

إني خيَّرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..


ولاحظوا اللون البنفسجي .. وكيف توالت فيه الحركة والسكون بشكل متكرر وبديع أعطى إيقاعا متميزا مثل سكنات (( سكون الخاء - الألف من اختاري - اللام في الحب الأولى - الباء من الحب الأولى مشددة والمشدد هو حركة وسكون معا - ثم اللام في "اللاحب" - والألف بعدها - ثم الباء المشددة - .. وواصل متابعة السكنات في " فجبن ألاتختاري" ))
وبين كل سكون حركة تسهم في التوالي السريع بين الحركات والسكنات ممايعطي جرسا رائعا .. ولاشك أن روعة ذلك تتجلى حين يقرأ المتذوق النص بطريقة صحيحة تماما .. ويملك أذنا تشعر بذلك وتتذوقه ..

.------------------------

أيضا يختار الألفاظ التي تحوي حروف تؤدي الإيقاع الموسيقي خير تأدية
سواء حروف حلقية أو حروف صفير .. مثل : (( ق + ع + خ + س + ص + ش ))
ويضعها في اللحظة المناسبة ..
والتفعيلة التي اختارها بالأصل تفعيلة رائعة لتأدية المعنى الذي يريد إيصاله بالإجمال من النص
وتتميز هذه التفعيلة بالموالاة السريعة بين الحركة والسكون
ممايعطي إيقاعا سريعا عالي النسق ..

والشاعر يستطيع المحافظة على نمط مرتفع من النسق الفني والصوتي بشكل متوالي
انظر معي عزيزي كل ذلك في قوله :


يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ.


أنظر كيف أعطى جملتين فعليتين( يقتلتي ... ) + ( تتسلى .... )
ثم انطلق بجملة اسمية نحو وتيرة فنية وصوتية عالية المستوى
مستخدما الحرف ( إن متصلا بياء المتكلم )

ولم يقل (( أنا ))
حيث "إني" أقوى وقعا وتقريرا من حيث كونها مشددة ..

ثم أعقبها بجمل متوالية ثائرة لاتعرف معنً للهدوء
لم يكتفي فيها بـ ( لا ) الثائرة
بل أتبعها بكلمات هي الأخرى تحمل معنى الثورة
مثل الثوار والإعصار وكسر الأسوار..

( لا أؤمن في حب + لايحمل .. + لايكسر ... + لايضرب ... )

بعدها استعمل آه في وقت مناسب
ليرسو بالمقطوعة بعد الإبحار بها بطريقة مثيرة بالحرف الثائر "لا" ..

ولكنه حتى وقت رسو المقطوعة لم يجعل جملة الوقوف عادية هادئة فلابد من بقايا الإيقاع الصاخب
الذي حملته لا مع الكلمات المتناسقة جدا في الدلالة على الثوران
( الثوار + الأسوار + الإعصار + يكسر + يضرب ) ..
وكانت بقايا تلك الكلمات حاضرة كالشظايا
واختار ( يبلعني + يقلعني )

ولاحظ التوافق التااااااااام في الكلمتين
باستثناء حرفي ((الباء و القاف ))
أحدهما من الشفة والاخر من أقصى الحلق
ممايحافظ على نسق الثوران والاضطراب الصوتي
بحرف من هنا وحرف من هنااااااك ...




-----------------------

صور الشاعر الفنية صور رائعة وجميلة بلاخلاف
ليست مبتذلة حد أن تمجها الأذن ولا غامضة حد انصرف الذهن عنها لعدم القدرة على التعاطي معها
.. وسأسلط الضوء على بعضها على عجل

حيث للأمانة فقدت لياقتي على الكتابة المطولة ...

أوجز بعض تلك الصور بشكل موجز وأترك الاسترسال فيها لخيالكم ..

صورة
(( الموت على صدري ))
استعارها للارتباط الوثيق بالحبيبة طوال العمر ..
فحين يعبر بالموت على الصدر فكأنه يشير للارتباط حد الالتصاق على مدى الحياة

الصورتين المتواليتين
(( لاتوجد منطقة وسطى + بين الجنة والنار ))
قد يقول قائل أن الغرض منها هو الالحاح إما البقاء أو الرحيل ولاحل ثالث ..
ولكن صورة الجنة والنار لايمكن إغفالها
حيث الارتباط الوثيق الذي يريده هو الجنة وماسواه نار مستعرة ...

صورة أترك تفصيلها لخيالكم بكاملها في قوله
(( لابحر من غير دوار ))

صورة أترك تفصيلها لخيالكم بكاملها في قوله
(( رحيل بين الأقمار ))

= = = = = = = = == = = = == == == =
(( كالقشة تحت الأمطار ))

-----------------------


هذا
ماكان بوسعي طرحه في هذه العجالة
وآمل أن أكون وفقت ولو بشكل جزئي في التوضيح ..
وأرحب بأي نقد و إضافة وتعليق ..


والله يحفظكم ويرعاكم ،،،

التعديل الأخير تم بواسطة مجتهددد ; 01-02-2008 الساعة 08:57 AM
رد مع اقتباس