اعلم رحمك الله
أن الفقر منه ما هو مذموم ومنه ما هو غير مذموم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من فتنة الفقر ومن فتنة الغنى فقال: 'وأعوذ بك من فتنة الفقر ومن فتنة الغنى' فالفقر منه ما هو مفسد لصاحبه، ومن الغنى ما هو مصلح لصاحبه، لكن أكثر الأغنياء تسوء حالتهم وبعضهم يتكبرون على الناس وينطلقون بالحرام ويفسدون، وبعضهم يعملون الخيرات لأهلهم ولغيرهم.
وبعض الناس إذا أصابهم الفقر قد يسرقون، وبعض الناس يصبرون على الفقر ولا يعصون الله، فهؤلاء فقرهم يصلحهم وينفعهم، وأما الأخرون فالفقر أفسدهم، فالفقر ليس كله محمودا ولا كله مذموما والغنى كذلك، فالذي يلعن الفقر أو يقول يلعن أبو الفقر ولم ينو كل الفقر لا يكفر، إنما يكفر الذي يذم الفقر على الإطلاق كيفما كان، لأن الأنبياء والأولياء أكثرهم فقراء، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام.
تقبل مروري