كانت هناك فتاة جميلة ، تخرج من كوخها كل يوم إلى بحيرة صغيرة جداً
تمتاز تلك البحيرة بأنها ساكنة فلا ترى فيها موجاً يعكر صفاءها أو يؤثر على أنعاكس صورة الفتاة عليها
فتظل تلك الفتاة تنظر إلى نفسها على سطح ماء تلك البحيرة الصغيرة الساكنة .
و ذات يوم أخذت الفتاة أخاها الصغير معها و كانت تصفف شعرها و تنظر لجمالها في ماء البحيرة
و لكن و دون مقدمات أخذ أخوها الصغير حجراً و ألقاه في البحيرة
فأخذ ماؤها يتموج وعندها اضطربت صورة الفتاة على سطح الماء فغضبت غضباً شديداً
و حاولت إيقاف تموج تلك البحيرة بجميع السبل فأخذت تركض هنا لتوقف التموج بيديها ثم تركض هناك لتحاول تخفيف تلك التموجات
أو إيقافها و لكن كل محاولاتها باءت بالفشل
كان مجرد لمسها لماء البحيرة يزيد من تموجها
و لكنها لم تيأس مضى وقت طويل و هي لا تكل و لا تمل من كثرة المحاولات لإيقاف تموج الماء ،
حتى مر عليها شيخ كبير و رأى حالها
فقال : ماذا بك ؟ فحكت له القصة و أنها تريد وقف تموج تلك البحرية .
قال : سأخبرك بالحل الوحيد الذي سيوقف تموج ماء البحيرة و لكن الأمر سيكون صعباً بالنسبة لك .
فقالت : و بكل إصرار و حماس : سأفعله مهما كلفني الثمن .
فقال لها : دعي البحيرة حتى تسكن .. !!
هناك بعض الأمور و المشاكل عندما نريد حلها نزيدها سوءا حتى و لو كانت نوايانا سليمة
لذلك علينا أن نصبر و ندعها للزمن فهو كفيل بحلها ، و قل لنفسك : دع البحيرة حتى تسكن
مقتبس من كتاب ( الأسلوب الأقوى و الألطف في التغيير)