ما تزال معاناة خريجي اللغة العربية تتزايد عاما بعد آخر خصوصا وأن وظائفهم تكاد تكون مقتصرة تقريبا على قطاع التعليم الذي لا يتجاوز احتياجه سنويا نصف عدد المتخرجين في كل عام، مما يعني بقاء النصف الآخر دون عمل ليضافوا إلى سابقيهم “على رصيف البطالة” وبينهم خريجون منذ عام 1424 هـ، فيما يضطر بعضهم إلى التوجه للقطاع الخاص الذي لا يتناسب مع احتياجاتهم مطلقا.وفيما اكتفت وزارة التربية والتعالحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ليم في تصريحات سابقة بأنها بصدد تكوين لجنة لدراسة أوضاعهم وإيجاد حلول عاجلة لمشكلتهم خلال مدة لا تتجاوز الشهرين، ارتفعت أصوات تطالب وزارة التعليم العالي بالإسهام في حل المشكلة إما بإيقاف هذا التخصص في الجامعات مؤقتا، أو بتقليص أعداد الدارسين به، إلا أن مسؤولا في إحدى الجامعات أكد ليس هناك أي نية لإلغاء قسم اللغة العربية أو تقليص عدد الدارسين به.
“المدينة” التقت عددا من خريجي اللغة العربية ورصدت جوانب من معاناتهم بعد طي صفحة الدراسة والتخرج من الجامعة، وأمانيهم وأمالهم في الحصول على وظيفة طال انتظارها. عامر المطرفي منذ عام 1424هـ ونحن في مساعي مستمرة حتى استهلكنا وأخذ اليأس مساحته في نفوسنا واستسلمنا للمدارس الخاصة التي لم ترحمنا ومارست تجاهنا أنواع استبدادها تجاوزت أنا وجميع هؤلاء الخريجين الجامعيين اختبار القياس والمقابلات الشخصية وجميع ما يلزم وحتى الآن لم ينظر في أمرنا بينما يتم تعيين خريجي كليات المعلمين بكل يسر بل ويتم تقديم لهم كافة التسهيلات من أجل تعيينهم.
وعود واهية
ويضيف علي الزهراني: منذ سنوات لم نرَ سوى وعود واهية علما بأننا لا نطالب إلا بمساواتنا مع خريجي كليات المعلمين، فالكثير من خريجي اللغة العربية يتقاضون مرتبا شهريا في حدود 1800 ريال لا تفي بحاجاتهم، بل تحرمهم الاستفادة من الضمان الاجتماعي، وعلاوة على ذلك تخصم منهم التأمينات الاجتماعية.
6 سنوات انتظار
وقال كل من مهند الكثيري ومحمد العتيبي وسعود صالح من خريجي جامعة الملك عبدالعزيز قسم اللغة العربية أنهم من خريجي 1426 هـ ولم يتم تعيينهم حتى الآن، وبعد آخر توجيه لإدارة تعليم جدة من معلمي اللغة العربية وعدنا برفع خطابات للوزارة لسرعة إجراء ما تراه مناسبا بحقنا، وبالتالي أصدرت الوزارة بيانا بالبدء في دراسة حلول عاجلة لتعييننا، ولكن لم نلمس أي تقدم بعد حوالى شهر أو اكثر.
-------------------------------------------------------------
تعيينات جديدة في شعبان المقبل تشمل معلمي اللغة العربية
أكد مصدر مسؤول في إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة لـ “المدينة” أن هناك تعيينات جديدة للمعلمين خلال شهر شعبان المقبل ستشمل بشكل كبير معلمي اللغة العربية من خريجي الجامعات المختلفة.
وبين أن عددا من الخريجين الذين تواجدوا بمقر إدارة تعليم جدة قبل حوالى الشهر راجعوا الإدارة أكثر من مرة واطلعوا على ما رفع من خطابات بتوقيع مدير التربية والتعليم.
-------------------------------------------------------------
الهاجري : 12 ألف خريج لغة عربية بلا عمل رغم وجود 60 ألف وظيفة شاغرة
أكد الدكتور سحمي الهاجري مدير عام الخدمة المدنية بمنطقة مكة المكرمة وجود أكثر من 60 ألف وظيفة حكومية في عدد من التخصصات بها احتياج لخريجين جدد لشغلها وبإمكان الجهات ذات العلاقة إعادة النظر فيها إما بتقليص أو إيقاف بعض التخصصات التي وصل خريجوها غير المعينين إلى درجة التشبع خصوصا مع وجود ما يقارب 12 ألفا من خريجي الجامعات في تخصص اللغة العربية لم يتم تعيينهم حتى هذه اللحظة. وأشار إلى محدودية وظائف اللغة العربية غير التعليمية كقارئ نشرة أو محرر أخبار أو إذاعي وما إلى ذلك من الوظائف بالمؤسسات الإعلامية سواء الحكومية او الخاصة والتي تعد ذات اكتفاء إلى حد كبير أو تكون لها ضوابط معينة، لذا لا يجد خريج اللغة العربية أمامه سوى قطاع التعليم ليتقدم إليه بطلب وظيفة، وتكمن هنا بعض الإشكاليات التي تسببت في تكدس الخريجين غير المعينين حتى الآن، وهي عدم اعتماد وزارة الخدمة المدنية لأي وظيفة تعليمية الا بتلقي احتياج وزارة التربية والتعليم، ويتم اعتماد الوظائف دفعة واحدة مع بداية العام، ففي العام الماضي مثلا اعتمدت وزارة الخدمة المدنية 660 وظيفة معلم لغة عربية بمختلف مدن وقرى منطقة مكة المكرمة.
-------------------------------------------------------------
د. الغامدي: للطلاب حرية اختيار التخصص
أكد الدكتور محمد بن سعيد الغامدي عميد كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز انه لا توجد أي نية لإلغاء قسم اللغة العربية او تقليص عدد الدارسين به خصوصا وأن الجامعة تترك للطلاب الحرية المطلقة في انتقاء تخصصاتهم ولا تشترط عددا معينا.
وفي ما يخص اللغة العربية قال: هناك الكثير من هواتها الذين يودون دراستها والالتحاق بمؤسسات تعليمها، وقسم اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز لا يقتصر على تدريس طلاب البكالوريوس وانما يتيح المجال للدراسات العليا.