أيمن جسن – سبق – متابعة: بين نزيف الأسفلت الذي يختطف معلمات المملكة، وشوق المواطنين لمسؤولين جدد، تتجول أعمدة الرأي، فيرى كاتب أن شوق السعوديين لوزراء جدد يحققون الطفرة التنموية الهائلة، يقف وراء الإشاعات التي تسري كل فترة عن تعيين وزراء أو مسؤولين، فيما يرى كاتب آخر أن حوادث السيارات التي تتعرض لها المعلمات في طرق المملكة، ستستمر بسبب تعيين معلمات في مدن وقرى نائية.
كاتب: السعوديون يتشوقون لوزراء جدد يحققون الطفرة التنموية الهائلة
يرى الكاتب الصحفي علي سعد الموسى في صحيفة "الوطن" أن الإشاعات التي تسري كل فترة عن تعيين وزراء أو مسؤولين جدد، تعبر عن شوق المواطن السعودي إلى وجوه جديدة، تحمل الطفرة التنموية الهائلة، والورشة البنائية المدهشة إلى آفاق جديدة، في ظل تعثر المشاريع، الذي يرتبط بالمسؤولين، ففي مقاله "إشاعات تغيير معالي الوزير" يبدأ الكاتب بالتساؤل: "لماذا يلجأ السعوديون مع كل فراغ لمنصب وزاري إلى نشر إشاعاتهم بقرب تعيين وشيك لهذا الشخص أو ذاك في هذا المنصب الوزاري؟ أكثر من هذا ما هي القواسم المشتركة بين ترشيحات الإشاعة الدارجة وما هي دوافع هذه الإشاعات المتكررة، وكل إشاعة قادمة إلينا عبر (لستة من الأسماء المشاعة) في تشكيل وزاري وشيك؟ لماذا نلجأ للإشاعة وبالتحديد في المناصب القيادية والتنفيذية في مفاصل الجهاز الإداري بالدولة؟".
ويجيب الكاتب مؤكداً: "القاسم المشترك الأبرز هو شوق المواطن إلى الوجه الجديد. إلى من يحمل هذه الطفرة التنموية الهائلة، وهذه الورشة البنائية المدهشة إلى آفاق جديدة. يسمع المواطن عن تعثر المشاريع.. يظن المواطن (لاحظوا يظن) أن المسؤول الذي أمضى في مكانه الإداري التنفيذي عشر سنوات هو جزء من هذا التعثر وأنه جزء من المشكلة. يشعر المواطن أن كرسي المسؤولية (الساخن) يبرد مع تقادم الوقت. يصبح المسؤول متناغماً مع مفردة (تعثر المشاريع) ويصبح همه أن يتغلب على هذه المفردة اللغوية وينسيه هذا الهم أن يلتفت لأي استراتيجيات تنموية. يصبح المسؤول بلا أجندة مستقبلية، لأنه غارق في تنظيف ملفات المرحلة القديمة. جل المسؤولين يبحثون في مكاتبهم أوراق الخطة الخمسية الثامنة، بينما نحن على منتصف الخطة العاشرة. لاحظوا أن سواد المسؤولين متأخرون في هموم عقد من الزمن ولاحظوا أيضاً أن جلهم ابتدأ المسؤولية منذ فجر الخطة الثامنة".
ويمضي الكاتب: "عادة ما تطرح هذه الإشاعات قوائم الأسماء المقترحة من الظل. أسماء تقرؤها للمرة الأولى وفي الغالب لا تشبه قائمة من هذه الإشاعات قائمة إشاعة ثانية. هي فرحة المواطن بالوجه الجديد".
"خزندار": إلى متى يستمر المسلسل الدموي للمعلمات؟
يرى الكاتب الصحفي عابد خزندار في صحيفة "الرياض" أن حوادث السيارات التي تتعرض لها المعلمات في طرق المملكة، ستستمر بسبب تعيين معلمات في مدن وقرى نائية، دون أن تهيأ لهم مساكن آمنة فيها، ودون أن تتوفر وسيلة مواصلات آمنة، أو أن يترك للمعلمات قيادة سياراتهن، ففي مقاله "استمرار المسلسل الدموي للمعلمات!" يتساءل الكاتب: "هل ما زلنا (والسؤال موجه لي وللقراء) نتابع حوادث السيارات التي تتعرض لها المعلمات في طرق المملكة؟ أشك في ذلك، فالحوادث ما زالت تحدث، ولكن لا يكتب عنها أحد، ولا يعلق عليها أحد، ولا يصدر تصريح عن مسؤول أو شبه مسؤول من موظفي العلاقات العامة يبدي أسفه للحادثة، ويعزي عائلات المفقودين".
ويعلق الكاتب بقوله: "في ظني أن المسؤولين اعتبروا هذه الحوادث أمراً لا بد منه.. أما نحن القراء فقد تبلد إحساسنا ولم يعد يرجف لنا جفن حين نقرأ عن هذه الحوادث، وأنا شخصياً كنت أكتب بعد كل حادثة، وأطالب المسؤولين بإيجاد حلول لوقف نزيف الدماء، ولكني أعترف بأنني توقفت عن الكتابة في هذا الموضوع منذ مدة من قبيل اليأس، أو على طريقة: لا فائدة، ودعوت الرحمن على ألا تتكرر هذه الحوادث ولكنها مع الأسى والأسف تكررت، فقد لقيت معلمتان حتفهما وتعرضت أربع أخريات للإصابة في حادثة مرورية وقعت الأربعاء بمنطقة جازان أثناء عودتهن إلى منازلهن بعد إنهاء يومهن الدراسي، وأوضح مدير منطقة جازان العقيد عائض دخيل الله بأن السبب الرئيسي للحادثة تمثل في السرعة الزائدة".
ويعلق الكاتب بقوله: "إذن لا جديد في الأمر فالسرعة الزائدة هي السبب في كل الحوادث، ولو أنها في رأيي سبب ثانوي، والسبب الأول تعيين معلمات في مدن وقرى نائية، دون أن تهيأ لهم مساكن آمنة فيها، ودون أن تتوفر وسيلة مواصلات يقودها شخص مسؤول من الوزارة، أو أن يترك للمعلمات قيادة سياراتهن".