أنا لا أريد قيادة السيارة.. أريد عفتي عن نداءاتكم مصانة
أقولها وتقولها بنات جنسي العفيفات الطاهرات، واصدح بصوتي لكل ناعق متبجح بحقوق لي مزعومة مكذوبة، لكل من يتشدق بأنني مظلومة، أقول إنكم في الحقيقة كاذبون، نعم والله فانتم لا تريدون لي إلا المهانة والتفسخ من الدين والأخلاق التي تربيت ونشأت عليها، رباني أبي على الحجاب والدين والعفاف، علمتني أمي أن لا اخرج متعطرة ولا اخرج إلا لضرورة، تعلمت في مدرستي أن وظيفتي أسمي وأعظم وأشرف وظيفة أن أكون زوجة مطيعة محبة أنجب – أطفالاً - يكبرون، لدينهم يدعون, عن بلاد الإسلام بأرواحهم يدافعون، ثم يأتي من ينادي منكم بضرورة أن أقود سيارة!! مالكم ومالي؟ لماذا تنازعوني كرامتي وعفتي؟ هل انتهت كل حقوقنا ولم تبق إلا قيادة سيارة؟؟ إن أنا قدت السيارة ماذا يفعل أمثالكم أشباه الرجال؟؟ هل يجلسون في البيت يطبخون وينظفون البيت ويربون الأطفال؟؟ أم أنها إضافة إلى أعبائي وحملا لا أطيقه ولم يخلقني ربي له؟!! - أخبروني - كيف أتحمل مشقة القيادة في شوارع - مزدحمة - متهالكة، وزحام خانق وشمس محرقة؟ وليل مخيف؟ وانتم أعرف وأكثر خبرة بمخاطر الطرقات والسيارات، فالمستشفيات مزدحمة بضحايا الحوادث المرورية، والسجون في كل يوم تستقبل - الكثير من - السائقين هذا عنده قضية دهس وذاك مخالفة وغير ذلك، لماذا تزجون بي ومثيلاتي في مثل تلك المخاطر؟ بالله عليكم يا من تتبجحون بحقوقي لماذا لم تناقشوا وتتعالى أصواتكم بما هو أهم من قيادة السيارة؟ أين حقي في أن أتعالج في مستشفى تعمل فيه نساء مسلمات اطمئن بينهن ولا أتحرج؟
وقد بُح صوت الكثير والكثير من دعاة الدين والغيرة ونادوا بها دون أن يجدوا من يستمع لهم، أين حقي في أن تتزوج بنات جنسي ممن ترضى دينه وخلقه دون قيود النسب والقبيلة وحقنا في الرفض والقبول؟ أين حقي في أن أتسوق واشتري حاجياتي في سوق نسائي متكامل بعيد عن أعين الذئاب الذين أنتم من تريدون أن ينهشوا بنظراتهم الجائعة في جسدي؟ لماذا لم تنادوا أولئك الذين انعم الله عليهم بالأموال ليستثمروا أموالهم فيما يحفظ أعراضنا وكرامتنا؟ مالي أراكم تستدلون بحديث وتغفلون نصفه الآخر أو روايته الأخرى؟! كثيرا ما تستدلون بقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( النساء شقائق الرجال)، لماذا غفلتم عن الحديث (النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) رواه أحمد، هل من الكرامة أن يزج بي وببنات جنسي لنعمل كاشيرات بين الرجال؟ نعمل نحن كاشيرات ونحل محل شباب تحطمت أحلامهم في أن يحصلوا على عمل شريف ورزق حلال ينفقون به على أهليهم لينتهي الحال ببعضهم إلى التسكع في الأسواق والمقاهي، - إن من الفتيات - من تريد أن تتزوج برجل يخاف الله وتجلس في بيته معززة مكرمة، ومنهن من تريد أن تعمل لكن ليس مع رجال، بالله عليكم إذا كانت الأمهات يعانين اشد المعاناة من أبنائهن الشباب، وتجلس الواحدة منهن قلقة متخوفة إن تأخر ابنها في العودة، تخاف عليه من الحوادث، هل ينقصها أن تقلق أيضا وتخاف على ابنتها التي تأخرت عن البيت؟ إما لعطل في سيارتها أو حادث؟
_ وأكرر - أنا وأخواتي العفيفات لسنا بحاجة إلى قيادة سيارة، فكفوا ألسنتكم وأقلامكم عن المناداة والدعوة إلى تحريرنا وتغريبنا، نحن ملكات طهر وعفاف رغما عنكم، ولن نرضى أن تنازعونا مملكتنا وعفتنا، زعمتم أن في ذلك حماية لنا من السائق الأجنبي!! فأي حجة واهية أتيتم بها؟! السائق عند الضرورة مع المحرم أفضل وأحسن بكثير من فتاة تقود سيارة يتعرض لها ألاف الذئاب،، وزعمتم أن تلك حضارة فمالي أراكم تنصلتم عن مسؤولياتكم أنتم؟ فالحضارة على عاتقكم, أنتم من يجب عليكم النهوض بهذه الأمة وهذه البلاد
ختاما اعذروني على قسوة كلامي، واسأل الله لكم الهداية ولي ولمثيلاتي الثبات، وان كنتم صادقين فوفروا لنا ما يحفظنا عن أعين الذئاب البشرية من أسواق ومستشفيات ودوائر حكومية نسائية متكاملة، ولا تغرنكم دعاوى التغريب والتحرير
بقلم: سمر أمين