البطالة المثقفة


كنا في وقت قد مضى نسمع ونرى البطالة وأثرها على بناء المجتمع!!
فقد كانت هذه البطالة يمثلها الأشخاص غير المتعلمين أو غير المؤهلين للحصول على الوظائف على اختلاف المؤهلات التي تطالب بها كل وظيفة بشكل مستقل!!
ولكن نشاهد في هذه الايام البطالة ولكن بنوع جديد وغريب وهي (البطالة المثقفة) فماهي هذه البطالة؟
هذه البطالة يمثلها الأشخاص المثقفون والحاصلون على الشهادات التي تؤهلهم للحصول على وظائف في تخصصاتهم فمنهم من لديه شهادة الثانوية أو الدبلوم أو الجامعية (البكالريوس) أو أقل من هذه الشهادات أو أعلى منها!! وكذلك الحال لمن يمتلكون الرخصة العمومية أو الخبرة في العمل بمجالات عدة ولكن بلا استفادة من هذه الإمكانيات المتواجدة لدينا من عقول نيرة بالعلم وأيد عاملة ولديها القدرة على الإنتاج!! فأين العمل لحل هذه البطالة المثقفة!!
ففي كل سنة يتم تخريج أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات من الجامعات والكليات العلمية والكليات الأدبية والكليات التقنية والمعاهد التجارية والمعاهد الصناعية ولكن كم عدد الذين يتم توظيفهم بشهاداتهم وبالمراتب التي يستحقونها.؟
فسوف نجد البعض منهم لا يتم توظيفه والبعض يتم توظيفه عن طريق الواسطة والبعض يتم قبوله بوظيفة أقل من الوظيفة التي يستحقها بمراحل عدة ولكن لكي يستطيع أن يصرف على عائلته أو ليكمل نصف دينه والكثير منهم لا يتمكنون من الحصول على الوظيفة!!
فنشاهد الكثير من الشباب يعملون في الكبائن التي يكون العمل فيها بنظام المناوبات (الشفتات) أي عمل متعب وفيه كثير من المسؤولية ولكن الرواتب فيها ضعيفة وكذلك يخصم عليهم أي نقص في الحساب المدخل بسبب سرقة أحد الزبائن بهروبه بدون دفع المستحق عليه!!
وكذلك نفس الحال بالنسبة للفتيات اللاتي يعملن في الاستقبال في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية تكون رواتبهن ضعيفة!!
ولكن نشاهد كثيرا من المدرسين والمدرسات بشكل محدد يعملون في قطاع التعليم أكثر من خمس وثلاثين سنة فلماذا لا يكون التقاعد المبكر للمعلمين والمعلمات بعد عشرين سنة من العمل في هذا القطاع أو خمس وعشرين سنة التقاعد الرسمي ليفسحوا المكان لغيرهم من الخريجين والخريجات؟ وكذلك الحال على باقي الوظائف في هذه البلد الغالية كي نقلل من هذه البطالة المثقفة!!
فهل تجد هذه السطور المعدودة الاهتمام والنظر الفعلي على مضمونها والبحث الجاد في حل المشاكل الواردة بها؟