السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الفراعنة الرجال يتزوجون بمتوسط سن 15 سنة اما الاناث بمتوسط 12 سنة
اي انه بمجرد ان تطلب الطبيعة الزواج يتم ذلك !
كما كنا نقرأ في كتب التاريخ ان فلانا كان يغزو وعمره 15 او اقل
لقد كانت الطبيعة تدفع الناس للبلوغ في سن متقدمة فلم تعرف انذاك مرحلة تسمى " المراهقة "
فمن الطفولة الى البلوغ
وكان الرجل نتيجة للظروف يعرف انه يجب ان يتحمل المسؤولية باقتدار والا فأنه لن يجد من يرتبط به , كما سيعاني من نبذ من القبيلة
وهذا كان ساريا حتى الجيل السابق او الذي قبله
فأغلب أجدادانا الذين ما زالو على قيد الحياة قد تزوجو في اعمار متقدمة , ولم يكن ذلك يشكل استثناء
اما اليوم:
فقد اختلف تكوين الانسان فنجد ان الرجال لا يبلغون النضج الا بمنتصف العشرينات, انا الاناث فهم ايضا لا يمكن تحميلهم مسؤلية بيت زوجية الا بعد العشرين .
يبدو ان تكوين الانسان النفسي تغير , بالرغم من ان التكوين الفيزيولوجي لم يتغير , فالرجل يبلغ الحلم بنفس السن التي كان يبلغها قديما وكذلك البنت .
اضف الى هذا المسؤوليات الاقتصادية الهائلة التي تفرضها الحياة الحديثة في المدن , فقد قال احد الرحال ان الزواج عند البدو لا يحتاج الى كثير عناء فالعملية لا تكلف سوى بيت من الشعر وبضع جمال تدفع كمهر .
وان اردنا اليوم ان نكون جدا منصفين ومتفائلين ستكون حياة الرجل كالتالي :
سينتهي من الثانوية في سن 18 >>> في احسن الاحول
سيحتاج الى 4 سنين جامعة
والى ( كم ) سنة بطالة
ثم العمل ومحاولة توفير مبلغ يكفي لمصاريف الزواج
اما البيت فهو حلم من احلام اليقضة لاننا لم نعد نحلم به ليلا !
هذا يعني الزواج في آخر العشرينات في احسن الاحوال
طبعا هذا بالنسبة للرجل , اما الانثى فهي حتما ستكون مرتبطة بهذا التأخير ,
اعتقد ان هذا الامر هو من اهم ما يواجه الفقه الاسلامي من تحديات , فلا يمكن الاعتماد بشكل عام على العامل الديني من حيث العفاف او العامل الانساني من حيث الشرف , وهذا ما بتنا نراه في مجتمعنا انها امور بدأت تتزعزع تحت عوامل عدة منها قوى جذب كالقنوات التلفزيونية والانترنت ووسائل الاتصال عموما ومنها عوامل دفع كالقيم الاخلاقية , ومعلوم ان اي شيء يوضع بين قوتين متعاكستن بالاتجاة سيتحطم عاجلا او اجلا.
حاول البعض ايجاد حلول منها زواج المسيار واشباهه , لكنها للاسف كانت مشاكل ولم تكن حلول كما هو دائبنا دائما في تحويل الحلول الى مشاكل .
اخيرا اذا اردنا ان نحافظ على قيم مجتمعنا كما هي في ظل حياة تصبح مادية اكثر فأكثر , يجب علينا ان نوجد حلول ليحاة الانسان الاجتماعية لعيش بتوافق مع قيمة فلا تصبح حملنا ثقيلا يحمله على ظهره وهو يئن .
لا اريد ان ابدو وكأني اشرع للعلاقات المحرمة , ولكن اريد ان يفهم الناس طبيعة الانسان النفسية والغريزية , فليس من السهل معاندة الطبيعة , ونحن نشبه قول الشاعر:
القاه في اليم مكتوفا وقال له .................... اياك اياك ان تبتل بالماء
خلاصة : ( حتى لا يحلل رأيي في غير محله )
- تأخير سن الزواج في مجتمع محافظ امر سيء للغاية , يدفع الناس لانفصال القيمة التي يقدرونها عن ممارستهم لحياتهم .
- يجب ايجاد حلول عملية جادة لحل هذه الاشكالية
- يجب ان تكون هناك تشريعات تنظم هذا الامر بحكمة وروية
- يجب معرفة طبيعة الانسان الحقيقة وليس المثالية
- لا اشجع على الزواج المبكر , وانما الزواج المناسب !
- السلوك يتم في المجتمع بنشر القيمة , فقد رأينا منذ سنوات ان العفو عن القاتل ( مثلا ) اصبح سلوكا شائعا محمودا وقد شجع الملك عبد الله على هذا الانجاه باستقباله لمن يعفو حتى اصبحت شبه قيمة اجتماعية ’ قد تتأصل مع الوقت , يمكن سلوك طريق مشابهه في شرعنه قيم أخرى .
اخيرا ارجو ان يكون رأيي واضحا , وان تطرحوا رؤيتكم والحلول المناسبة لهذا الامر ,
كان بودي ان اضع تصويت كالتالي :
هل ترى ان تأخير سن الزواج يدفع الناس لممارسات خارجة عن قيم المجتمع ام لا ؟
لكن للمنتدى شروط خاصة فيما يتعلق بالتصويت .
اتمنى التوفيق للجميع , والخير للمسلمين جميعا لان في دينهم مقومات حضارة يجهلونها