[align=right]جزاكم الله كل خير أجمعين ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
بقي على سفري ساعات بإذن المولى وشدني كلام الأخ عزوبي ومتزوج لذا دخلت الآن لأقول له : سامحك الله !!!
وماذا عن الإستخارة أخي الكريم ؟؟
يعلم الله ، لم أستخر الله سبحانه في شيء كبر أم صغر إلا كان التوفيق موجوداً وأراه في النتيجة النهائية حتى لو لم أكن أتوقعها أو أريدها إلا أنني أجد أن ما يحدث في الأخير هو الأفضل والأنسب لي.
والإستخارة للتذكير فقط - هي أن تدعو بدعاء الإستخارة المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تكمل موضوعك أو تبدأ به وستجد أما أن الأمور سارت على ما كنت تريده أو أن تجد الأمور أخذت منحنى غير متوقع ولكنه في الأخير لصالحك.
إبدأ أخي الكريم بالإستخارة وتيقن من الإجابة وأبدأ بمشروعك وسترى العجب من لطف الرحمن.
وبما أنني عدت اليوم سأكمل بعضاً من المشوار :
لقد قلت لكم بأنني بدأت بإخراج صدقة جارية عن والدتي ووالدي ونفسي وعائلتي لعائلة محتاجة ، وسبحان الله بعد مرور سنتين على الأكثر إستطعت أن أوفر من راتبي مبلغاً من المال أنا نفسي فوجئت به ، وبفضل الله إشتريت به بيتاً قديماً يحتاج لترميم لكي أسكنه ، ولكن مبلغ الترميم لم أكن أملكه وقتها فقررت الاستمرار بتأجيره على نفس المستأجر - وهذا لي قصة أخرى معه - وحتى شرائي للبيت لم أنتبه أن هذا التوفيق هو من الله ثم من الصدقة.
واستمريت على هذا الحال لسنوات تضيق ويفرجها الله بعد وقت إلى أن أتى لي شخص أعرفه جيداً من بلد عربي وأخبرني عن ثلاثة أرامل في بلده وعند كل واحدة منهن أيتام وشرح لي حالة البؤس الذي هم فيه وطلب مني أن أساعدهن قدر إستطاعتي.
وبعد أسئلة وإستخارة لعدة مرات قررت أن أتكل على الله وأعطيهن ما قسمه الله لهن.
وفعلاً بدأت أرسل لهن ما كتبه الله وأحوالي مستقرة بفضل الرحمن. وفي يوم من الأيام كنت مع مديري المسئول عنا في العمل وقال لي : ما رأيك يا طالب الكريم أن تذهب للمكان الفلاني وتتدرب على الشيء الفلاني ثم تعود وتدربنا ونتعلم منك فوافقت وأكملت أوراقي وذهبت للتدريب لمدة ستة أشهر.
وحين شارفت على الإنتهاء ذهبت لمديري وقلت له يا أبا فلان : لو رجعت بعد ستة أشهر لن تحتسب لي هذه الفترة كشهادة ولن تنفعني في الترقية فهل لك أن تتكرم وتمددها لي لستة أشهر أخرى ، بالطبع كنت قد نسقت وكلمت المسئول عني في موقع التدريب الذي وافق بعد نقاش طويل وأقتنع بالتمديد لي وشرط علي موافقة مرجعي ، وقد حدث هذا كما ذكرت.
فأكملت فترة التدريب لمدة سنة ومن توفيق المولى سبحانه عرض علي المكان الذي تدربت فيه أن أعمل عندهم لمدة سنة كإعارة بعد أن آتيهم بموافقة مرجعي وقد تم ذلك ولله الحمد وأعرت لمدة ثلاث سنوات متتالية في نفس المكان.
وبالطبع الوظيفة كان راتبها ضعف راتبي في مقر عملي الأول.
هنا أحتاج لوقفة لترتيب أفكاري وأعتذر لأن فكري الآن في ترتيب حقائب السفر.
ولكن للأخ عزوبي ومتزوج وكل قاريء لموضوعي أقول كل ما فعلته كان بعد إستخارة ، سواء الصدقة على الأرامل في البلد العربي أو التدريب أو الإعارة مع الدعاء بالطبع .
وأقول لكل من يريد أن يتصدق تذكر شيئين:
الأول الإستمرارية ، فلا تعطي فقراء وتوسع عليهم لفترة قصيرة ثم تتوقف فجأة فهذا شيء مؤلم لهم وصعب على نفوسهم وخصوصاً عندما يكونوا أيتاماً ، وتذكر دائماً أن من أعطاك يمكنه أن يأخذ منك.
الثاني: حتى لو أصبت بضائقة ، استمر في صدقتك لأن خزائن الرحمن بيده ولا تنفذ ، وما عندك ينفذ.
أذكر ذات مرة أنه لم يكن عندي إلا مبلغاً بسيطاً في حسابي وحان وقت إرسال ما تعودت عليه لأيتام ، فأتاني الشيطان يوسوس لي ، ويقول لي لو تصدقت الآن ستضيق عليك أكثر والراتب سيصرف بعد أسبوعين فلم التضييق على نفسك وأولادك وأنت أيضاً لا تدري ماذا سيحدث خلال هذين الأسبوعين ، وهؤلاء الأيتام قد تعودوا على وضعهم ولن يضرهم تأخرك لأسبوع أو أسبوعين.
والله الذي لاإله إلا هو ياأخوتي ، أنني من كثرة الوسواس وشدته لم أستطع العمل فلعنت الشيطان وذهبت للبنك ساعتها وحولت المبلغ ، ومرة أخرى أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنه لم تمر ساعتين إلا ووكيلي على العقار يتصل بي قائلاً لقد أجرت أرضك الفلانية - بعيدة عن العمران - بمبلغ يفوق المبلغ الذي كان في حسابي بـ 200% وكنت قد عرضتها للإيجار منذ أكثر من ست سنوات ولم أجد من يستأجرها.
فلا تتهاونوا في الصدقة فقليل دائم خير من كثير متقطع ،،، فقط قرروا ولو بمبلغ بسيط وسترون النتيجة ولاتستعجلوا رحمة الله فهي آتية ..
والسلام عليكم ورحمة الله.[/align]