أشكر لكل من ساهم وطالب في تثبيت الموضوع وثقوا أن كان في كلماتي وما خطه كيبوردي إن كان خير نافعاً سيثبت في عقولكم قبل أن يثبت في صفحة الموضوع وسيوقد فتيل الحماس وسيطلق الوحش من ذواتكم إلى سلم النجاح... قال الله تعالى : ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)) والشكر موصول لاخي الفاضل عبدالله المفلح على إجابة دعوتي فقد مارست معه رياضة فكرية من خلال سرده لتجاربه الثرية المفعمة بالحيوية ..... دماغيات: هناك دافعان عظيمان فقط في عالم الاعمال الخوف و الحماس الخوف ليس من الفشل بل من فريق عملك وجودة ما يعملون ومدى أمانتهم والخوف هو الدافع الاقوى و الافضل فالخوف يقول لك: من خاف سلم فيرد الحماس عليه : ومن سار على الدرب وصل..... أصبح المحل مكدس بالاقمشة والخياطين ثلاثة خياطين اما المصري فقد اعتنقت ما لقنوني اياه وتورثتناه انك امنه على اهلك و لا تأمنه على مالك واليماني أمنه على مالك ولا تأمنه على أهلك ... والهندي مسكين قلب سكين.... لدينا موروث كبير من الامثلة والحكم الجائرة الغبية .... نصبت اليمني في الاستقبال بالمحل وقد كان شاباً يافعاً مقبل على الحياة وعلى تعلم كل جديد في عالم الخياطة او عالم التكنلوجيا.... حقيقة كان مثال للجد والامانة والعمل .... وجعلت المصري يعمل في البيت اليمني يقص والمصري يخيط كانا دائما كثيرا المشاكل والعراك وان لم يكونا مع بعض في العمل كان ثوب الزبون يخرب... مباشرة اليماني يرمي على المصري الخلل والتقصير .... وكذاك الحال مع المصري يرمي الخلل على اليماني... اما الهندي فقد كان مسكين قلب سكين ... فقط يهز رأسه عند صدور اي كلمه له..... هناك مثل امريكي يقول اذا أردت شراء قارب بحري فاشتري قارب بمحركين حتى إذا تعطل أحدهم تستطيع العودة بالاخر.. وهذا ما فعلته مع تجارة الخياطة إذ كلفت الهندي بتوزيع الاقمشة على المحلات وبيعها لهم كونه من نفس اللغة وسهل القبول لديهم ....تجارة الاقمشة مربحة لي حديث مستقل عنها في دماغيات جديدة كانا اليماني والمصري كالبنزين وأعواد الثقاب ..... بعد فترة اخرجت المصري من الخدمة بسبب كثرة الاخطاء التي يقع بها مع ثياب العملاء .... وكونه هدد اليماني : حقتلك راح أشرب من دمك وجلست دون خياط .... قال اليمني : عندي ابن خالي في جدة خياط ممتاز أحضره لك اول سؤال كان موجه له : كم عمره قال : 24 سنة قلت : جيد أحضره وبالفعل حضر غير أنه في بداية الدروشة والهبالة لم يصل للجنون بعد ... وتحملت على مضض عمل معي ما يقارب الشهرين وإذا بيماني المحل يستصرخني من حماقة ابن خاله إذ دمر ثياب العملاء وقد تكررت منه الاستصراخات وبالفعل طردت ابن خاله من البيت ... وأبقيت يمني المحل كان هذا اليمني لا يفوت ريال الا وقد سجله في دفتر الحسابات كان متجدد الطموح لكن يعيبه عدم قدرته على التعايش مع الاخرين حتى وان كانوا من أقاربه كونه طاوؤس غرور ... كل ما احضرت خياط هرب من شدة وقسوة اليماني عليه .. وانا حقيقة لمست انه يقدم مصلحة المحل على مصلحته فقد اشتكى من خياطة ابن خاله ولم يحابي قرابته من اجل العمل ... لذا تأسد ابو يمن في محلي لانه يستحق ... كان كثير الطلبات للمحل من باب التطوير يهتم بادق تفاصيل الافضل ويسعى لرقي المحل وتطويره كان يدخل لي مدخول شهري يقارب ما اشتريه من اشياء يطلبها لتحسين المحل... فلا فائدة أرجوها وأتوقع أن الربح في الشهور القادمة وأمني نفسي أماني..... وفجاءة وبلا مقدمات غاب اليماني عن المحل ... كنت أعده ابن ذهبت أعوده في البيت وجدته مريض اسرعت به للمستشفى وتم تنويمه حينها بكى وقال : عمي انا أشتهي السفر للبلاد ما اشتهي الشغل ... قلت له : نحن الان في رجب كيف تتركني وانا في أمس الحاجة لك وهذه فترة موسم قال: انا مريض و لازم أتعالج في بلدي ... أعمل لك خروج وعودة قال : بل نهائي فانا أحب بنت عمي واريد ان أتزوجها ... خرجته نهائي.... وسحبت الهندي من السوق وهو من ولف وتوالف على العمل الميداني وقد تعلم كل أنواع المكر والخبث لاجعله ينوب عن اليماني في المحل ... وقد كان كثير الغياب والنوم و لا يحب جلسة المحل كان يأخذ المقاس من الزبون وانا أذهب بما قصه باحثاً عن خياط كنت أحمل قصاصات الاقمشة أبحث عن من يخيطها لي ... أذهب إلى صاحب الازرة فلا يقبلها ... أستمرت معاناتي من جديد وترحمت على اليماني فقد أراحني من أشياء كثيرة.... ودعوة الله له بالشفاء والزواج السعيد.... وتمر الايام وأفاجئ مفاجاءة من العيار الثقيل كادت أن تشل رموش عيني من شدة جحوظها اليماني الشاب المريض يفتح محل بالعمارة المجاورة لمحلي خياط شريك مع جاري اليماني الحاسد صاحب المكتبة ... ياللهول .. ذهبت إليه وقلت له : أحمد سلامات تزوجت ورجعت بدري قال : أنا ما أعرفك انا اسمي امين انت غلطان ... والله صدمة وانا من وثقت فيه الحقير امس كنت ادعو الله له بالتوفيق قال : أسمع انا الان عندي كل سجل عملائك 850 عميل بكامل بياناتهم بارقام جوالاتهم ... وكلهم يعرفوني انا ما يعرفوك انت ... وانا نظامي ما راح تمسك علي شيء وهذه ارزاق يا عمنا ما راح اجلس عمري كله اجير عندك لازم افتح لي محل واتوسع زي ما توسعت انت وانا ما سرقتك ريال ...بس لو تحاول تأذيني انا باستخدم عملائك واسحبهم عندي مباشرة وكالمصدوم ممن وثقت به .... قلت له : طيب الف مبروك بس ليه تعمل كذا تسافر وترجع لو قلت لي كان قبلتك محلي لانه طفشني بس انت استعجلت ...لو صبرت راح أسوي زي ما يسوي السعوديين أعطيك إياه وأمرك كل نهاية شهر أخذ منك المقسوم والمتفق عليه ضحك ابو يمن ضحكة وأسنانه هشمتها لفافات القات قال : يا عمي تكذب على نفسك والله عليا ما خلينا كل انواع التطفيش طفشناك عشان تترك المحل وما تركته لنا تقبلنا هو بارد مبرد... قلت له : شوف يا أحمد والله ثم والله انا كانت تراودني شكوك ان هذي خطة من خططك كل شوي تقول هات ناقص وكل شوي تطفش لي خياط او حق الزراير او المطرز.... قال : والله انت ما أحد يستفيد منك شيء ناشف ناشف تبغى تمتصنا مص بالدوام احنا ما حنا عبيد عندكم يا سعوديين تخيلوا احبتي كان يصور كل معلومات الزبائن كان يأخذ راتب فوق 2500 ريال مع العمولات من غير المكافأت كان يطفش الخياطين الادهى والامر ان ابن خاله يعمل معه ذاك الذي أظهروا تعاديهم لبعض امامي كل ذالك من أجل أن يستولي على المحل والعملاء بغية تطفيشي.... وهذا جاري اليماني صاحب المكتبة كان بيننا محل فارغ إستأجرته وكان يضمر رغبته فيه بعد ما عرف اني اخذته كمحل للاقمشة جائني المحل وما قال ما شاء الله : قال أنت يا دماغ زي السرطان تنتشر بالجسم بسرعة ما كملت سنة وعلى طول توسعت وأخذت المحل اللي بيننا والله أني أدعي الله كل يوم وقالها بضحكة قلت وما تدعو به الله إن كنت تعرفه قال : أدعي ربنا أقول يارب السعوديين ما هم مفتحين زي دماغ عشان نأكل عيش في البلد هذه... كشفت الاقنعة وكان اكبر غلطة الثقة في التجارة لا تثق باحد كن حريص جدا والا أكلت كما تؤكل الشاه ..... محلهم نظامي بدء سحب بعض العملاء من محلي عندي يقين بالله عز وجل انه كما اسمه الرازق اسمه المنتقم فوضت أمري لله عزوجل ودعوت الله في الروضة الشريفة ساجدا وقائم أن يجعل بأسهم بينهم وان يوردهم المهالك وانا على يقين ان رزقي ان هو قسم لي سيأتيني لا محالة ... حقيقة لا أخفيكم فكرت في اقفال محلهم باي طريقة وانا املك القوى التي تجعلني افعل .... لكني لم أفعل .... واعلم ان الله يعطي حسب النية وقد كانت نيتي صافية يشهد الله مع اليماني وغيره كنت اسارع في اعطائه مكافاءة واعطيه راتبه قبل ان يحل موعده ابرئ للذمة .... قررت أن أنتقم ليس من احمد اقصد امين بل من الحاسد إذ كان يستغل فترة غيابي للجلوس مع الخياط حتى لعب برأسه .... فأرتقبوا إني من المرتقبين حظ موفق دمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــاغ