السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحديث الرابع والثلاثون: تغييرالمنكر فريضة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }. [رواه مسلم:49]. ..الفـــــــــــــــوائد من الحديث.. قوله:{من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم، قوله: { رأى }يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب، وهي العلم، والثاني أشمل وأعم، وقوله: {منكراً } المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل ورسوله. قوله: { فليغيره بيده } اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف، إما بمنعه مطلقاً أي: بتحويله إلى شئ مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد. قوله: { فإن لم يستطع } أي: أن يغيره بيده. { فبلسانه } بأن يقول لفاعله: اتقي الله، اتركه، وما أشبه ذلك. { فإن لم يستطع} باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام. { فبقلبه }أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه. وقال:{ وذلك أضعف الإيمان } أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان. ففي هذا الحديث فوائد: وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولاً وهذا لا يكون إلا للسلطان، وإن لم يستطع فبلسانه، وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات. ومن فوائده: أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه. ومن فوائد هذا الحديث: تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: { فإن لم يستطع }. ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان يتفاوت، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت. وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه - أمر - تغيير. فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه، والآمربالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا، أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا. والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره و نهيه. ..الشـــــــــــــــرح..http://www.islamweb.net/ver2/archive...VoteResult=yes ..للأستماع للحديث صوتياً.. استماع:هنــــا.. بارك الله فيكن
__________________ "لله دُر أمي إذا ابتسمت تهادت جروح قلبي والتئمت"