بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الأيام )
أيتها الأيام الجميلة رغم أنك مضيت وذهبت بدون رجعة إلا أنك ما زلتي في ذاكرتي وعقلي في داخلي باقية تعشين أقلب صفحاتك عبر الأيام والسنين أتذوق عبير ماضيك السعيد الحزين ......
في وسط قلبي موجودة لا أخاف من المستقبل الذي لا أعرف ماذا يخبئ لعمري الماضي نحو الأمام وحدي بدون أي تردد أو رفيق أو صديق وفي أو قريب قريب مني و لقلبي سأمضي يا أيتها الأيام وتلك الذكريات السعيدة والطيبة تاج على رأسي وتجاربك وسام على قلبي الغير الآبه من ظلمة الليالي والباردة إنها أمانة على عمري الذي يجب عليه أن يمضي بدون أي تردد مهما غزتني الذكريات الأليمة والصعبة على القلب أن يتحملها صحيح بأنني تلقيت ضربات وصفعات كثيرة ومؤلمة إلا أنها كانت تقويني طالما أنا أحيا الحياة وأتنفس وأستفيد منها لأنها بالنسبة لي تجربة ودرس فلم التردد يا نفس.... سأمضي بدون دموع كما في الماضي السحيق والقريب سأتقدم بدون خوف نحو الأمام وأنا كلي أمل... سأستنشق الحرية و سأحيا الحرية بدون أي قيود أو النظر إلى الخلف مهما علت أصوات نداآت الماضي المظلم سأصارعها وسوف أنتصر عليها وسوف أذٌكرك حينها أيتها الأيام ... صحيح أنني سأبكي لكن هذه المرة سوف تكون دموعي ليست دموع ألم وأسى أو حزن بل ستكون دموع فرحة وسرور و انتصار .... لا عليك يا قلبي من كل الأوهام والمخاوف لا عليك يا صديقي الذي وهبني الله إياك سأنظر بشموخ إلى كل العيون التي رمقتني بالكبر والمكر والظلم والحسد والتحطيم التي خدعتهم أنفسهم التي لا تريد الخير للغير سأمضي يا قلبي ككل الناس السعداء وحتى إن كنت متأخراً عن الركب إلا أنني سوف أتظاهر بأنني معهم منذ أمد بعيد وسوف أخبرهم أن فشلي كان عبارة عن تذوق للطعم المر حتى لا أكون متكبراً على المستضعفين والمساكين عندما يعطيني الله الكريم بعد حرمان طويل وستكون شهادة أفتخر بها أريها نفسي الطموحة لأقصى درجات الخير والصفاء من كل الدناءة والرذيلة والسواد الذي يطفئ نور القلب سأقطف من تجاربي القديمة ريحانة التجربة حتى لا أخطئ في مستقبلي ووضعي الذي أنا فيه لكي أتحاشى عثراتي التي وقعت فيها في ماضي السحيق و سأستفيد من فشلي .... إن الفشل و السقوط ليس عيب أو جريمة أو خطأ لا يغفرها لنا الزمان بل الغلط والخطأ والعيب الكبير عندما نكررها ... في نظري أنه من السخف أن لا نستمع لمن سبقونا و مروا بأي تجربة ونصحونا أن لا نفعلها يجب علينا إذا كنا نود المضي قدماً أن نستفيد من تجارب الناس وقصصهم حتى نكون في الأمان وأن نحكٌِم العقل والقلب والحكمة في أي خطوة نخطوها بالذات إذا كانت هذه التجربة أو الاختيار أول مرة نجربها و نمضي فيها فهي مصدر القوة والأمان والاستمرارية مهما تغيرت الأيام وعصفت الرياح والعواصف أو أظلمت الدنيا ومهما طالت تلك النوائب ....... إن التفكير الحكيم في نظري هو أن أعيش بدون أحرم نفسي من حريتها ومتعتها بكل أمان بدون خوف أو قلق أريد أن أعيش العيش الحلال أريد أن أسلك دروب التوفيق والنور وأن أكون في المقدمة مع الجميع سأبتعد عن دروب الحرام المغرية والسهلة المنال ...... العيش بهناء وصفوة لا يكون إلا هكذا في نظري ... إن الحياة العذبة والسليمة الخالية من الحرام وتعذيب الضمير هي عندما نعيش ونحن نصارع الأيام التي تحمل في طياتها ما ينكس الفطرة السليمة فالشيطان والنفس الأمارة بالسوء يحاولان في كل يوم أن تشتت نفوسنا عن طريق الاستقرار والراحة النفسية ( إن حياة الرذيلة والحرام سهلة المنال وطرقها كثيرة لكنها معروفة النتائج للكل بعكس حياة الإيمان والطهر والشرف والنخوة والترفع عن كل دناءة وخسة متعبة و شاقة وطويلة إلا أن نتائجها معروفة فهي رأس مال الرجل والمرأة والسمعة والقلب والضمير ولكل حر فهل عرفتِ أيتها النفس ما مصدر الحياة السعيدة لعيش (الأيام) بكل سعادة ) إذا كنتِ يا نفس تريدين الحياة الحلوة الطيبة يجب عليك أن تعيشين الحلال والرزق الحلال فإنها قلب القوة التي تدافع عنك من كل نكسة ودمعة حزن وآه وألم وقهر إنها سفينة النجاة التي تبحر بنا نحو نور الشمس المشرقة ونحو الصمود حتى نحيا بكل راحة وحرية وجمال وتوازن وسعادة ونور ويكون كل يوم كلحن هادئ رائع لطيف كصفحة كتاب نسجل فيها ما تريده نفوسنا لا ما تجبرنا خيبات الأمل أن نكتبها في سجلات عمرنا وحياتنا نستذكرها بعد عمر طويل سيمضي إن شاء رب العالمين ونحن مفتخرون وبسمة صافية من القلب وننظر إلى السماء ونقول
( الحمد لله والشكر لله الرحمن الرحيم على كل حال) .