عرض مشاركة واحدة
  #123 (permalink)  
قديم 11-07-2011, 12:01 PM
منتصف الليل منتصف الليل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 14
معدل تقييم المستوى: 28
منتصف الليل يستحق التميز

يامن تدعي انك كامل ومظلوم



الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:


فمن حكم الرائقة ما قاله مالك بن دينار رحمه الله : (( إذا كنت للرجــال مصــاحبا، فكن لثلاثة منهم مجانبا :

جاهل يرى أنه عاقل ، وناقص يرى أنه كـامل ، ودنيئ يرى أنه فاضل ))(1)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( مَرَضُ الْقَلْبِ هُوَ نَوْعُ فَسَادٍ يَحْصُلُ لَهُ يَفْسُدُ بِهِ تَصَوُّرُهُ وَإِرَادَتُهُ فَتَصَوُّرُهُ بِالشُّبُهَاتِ الَّتِي تَعْرِضُ لَهُ حَتَّى لَا يَرَى الْحَقَّ أَوْ يَرَاهُ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَإِرَادَتُهُ بِحَيْثُ يُبْغِضُ الْحَقَّ النَّافِعَ وَيُحِبُّ الْبَاطِلَ الضَّارَّ ))(مجموع الفتاوى)

أقول : من أعسر الأمور أن تقنع رجلا مرض قلبه وأصبح لايرى عيوب نفسه بل ينسب نفسه إلى معالي الخصال ...

مَثلاً : واحد يختار صف أهل الأهواء والبدع ويقعد القواعد لمناصرتهم والتشغيب ـ بها ـ على أهل الحق...
ثم إذا نصحه أهل الصدق بالكف والرجوع إلى الصواب : أغلق قلبه وصم سمعه عن نصح الناصحين ثم سارع إلى التباكي والتظاهر بأنه مظلوم، مستضعف، مقهور، ويدعو ربه أن ينتصر له .

بالله عليكم، كيف يرجع هذا الصنف إلى الحق وقد سد طرقه وأغلق منافذه...؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن يبتدع ثم يدعي أنه مظلوم : (( ... بَلْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً وَعَادَى مَنْ خَالَفَهُ فِيهَا أَوْ كَفَّرَهُ فَإِنَّهُ هُوَ ظَلَمَ نَفْسَهُ .
وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ ؛ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ فَلَا يَبْتَدِعُونَ .
وَمَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ خَطَأً يَعْذُرُهُ فِيهِ الرَّسُولُ عَذَرُوهُ .)) (2)

يا من تدعي أنك مظلوم، لم يظلمك أهل الحق ...
يا مَن جعلت أهل الأهواء والبدع هم الأبرياء ، لم يظلمك أحد بل أنت الظالم لنفسه.
يا ظالم نفسه ،ما خفي عليك الحق إلا بمجالسة خصومه ومصاحبتهم ، وصدق مَن قال : ((يا مغيرة، الناس أشكال، الحمام مع الحمام ،والغراب مع الغراب، .... ، وكل شيء مع شكله ))

وأنت يا من تدعي أنك مظلوم : قد اخترت من يشاكلك ...

وكم في تاريخنا الإسلامي من فتان مفتون ادعي أنه مظلوم...

أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يجنبنا شرور أنفسنا، والفتن ما ظهر منها وما بطن.

منقوووووول