[align=center]مشكورين عالمرور
المقال السابق للدكتور حسن العجمي
صيف جديد وهمٌ مديد
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها تذكرت الصيف الماضي حين كتبتُ مقالاً عن انقطاع الماء والكهرباء عن المواطنين وأثر ذلك السلبي على الولاء وحب الوطن ثم أتْبعتُ ذلك بِعدة مقالات تحدثت فيها عن المظاهر السلبية والممارسات الظالمة لكثير من المسئولين الذين لم يراعوا ضعف هذا المواطن وقلة حيلته كما لم يُراعوا نُدرة معدن المواطن السعودي الذي أثبت جودته ونقائه على مر العصور ومُختلف الأزمات ، ولكني أسمعتُ لو ناديتُ حياً ولكن لا حياة لِمن أُنادي!!!.
ومع دخول هذا الصيف الحارق الذي لم أجد أشدَّ منه مضاضةٌ سوى إصرار الدولة وكبار مسئوليها على رمينا بِمَطالبانا إلى عرض البحر ، حيث لم يتحقق للمواطن السعودي سوى خِطاب إعلامي مليءٌ بالوعود الجوفاء ، ومشاريع ومُخصصات مالية لا علاقة لها بالمواطن ، بل إن تلك الأموال تخرج من ميزانية الشعب لتعود مرة اخرى عبر الشركات المحظوظة والمناقصات المجنونة إلى جيوب القطط السمان!!! بينما المواطنون (الغلابى) لا يزال الفقير منهُم فقيراً والعاطل عاطلاً ، ولا يزال المواطنون المشردون دون مساكِن كما هُم ، ولا تزال الأرامل والمُطلقات والأيتام يتلقفون الفُتات من تلكم الجهة المشؤومة (الضمان) دون أن يحصلوا على ما يسد جوعهم ويكفيهم مؤونة الطلب هذا إذا انطبقت عليهم الشروط!!!! ، فيما لا يزال المُتنفِّذون يبطُرون في بذخ بجيح وسرَف كريه ، فإن لم تُصدِّقوني فاذهبوا إلى أسواق فرنسا وفنادق سويسرا ومنتجعات أسبانيا ثم انظروا كيف تقضي القطط السمان صيفها هُناك بعيداً صيْفِنا ومُعاناتنا بلْ وعلى أنقاض المواطنين الشُرفاء(والضُعفاء) !!!.
سألت نفسي ماذا حصل في ملف الموقوفين (المظلومين)؟؟؟ وماذا حصل مع مُطالبات خريجي اللغة العربية؟؟؟ وماذا حصل مع المُعلِّمات البديلات؟؟؟ وماذا حصل مع كادر المُهندسين؟؟؟ وماذا حصل مع خريجي المعاهد الصحية الأهلية؟؟؟ وماذا حصل مع عموم العاطلين؟؟؟ فكُلُ هؤلاء خرجوا إلى الشارع واعتصموا امام الوزارات وأمام قصر الملك بل ووصلت مُعاناتهم إلى ولي الأمر!!! فماذا حصل؟؟؟ لقد أُرسِل إليهم أناسٌ يُجيدون استخدام (العصا والجزرة) فعاد المواطنون بِخُفيْ حُنين كما كانوا يلعقون مُعاناتهم ويبكون ضَعْفهم وقد فقدوا الأمل بغير الله ثُم ضجَّت حناجرهم بالدعاء على من ظلمهم لا يستثنون أحداً!!! ولا يُنزِّهون مسئولاً!!! ، وبالمقابل بقي أصحاب (الفخامة) في فخامتهم يلعقون الشهد ويأكلون الفالوذج ويظنون أن قوم لوطٍ عنهم بعيد!!! (وفي ذمتي ما هم عنهم ببعيد) ، ولعلي أعتقد أن فصل الصيف من الفصول التي تغيب فيها المُجاملات وتحتدُ فيها النفوس وتتجلَّى فيها المُعاناة لذلك سأقول : (وبكل صراحة) لِحكومتنا الرشيدة لا تُفقدونا الثقة بكم فقد بلغ السيلُ الزُبا ولم نجِد من وعود السراب و أوامر الخير ما نَبُلُ به أكبادُنا التي قطَّعتها الحاجة وأضناها الظمأ ، إن الاستخفاف بعقولنا واحتقار مُطالباتنا سيُفقدكم الكثير من الولاء الذي نحمله لكم في قلوبنا ، فلن تحكموا بعد ذلك إلَّا قُلوباً مُعرِضةً وأجساداً مُنْهكةً لا شكَّ أنها ستَخْذُلُكُم في المُلِمَّات والنوازِل !!! .
ولسيدي خادم الحرمين الشريفين أقول: إن المواطن السعودي لا يحتاجُ إلى جامعات مُبعْثرة و مشاريع مُملْيرةٍ (لا تقضي إلا على بطالة الدول المُجاوِرة!!!) بقدر حاجته إلى حياةٍ كريمة يحْصُلُ فيها على حقوقه دُون تسوُّل أو استجْداء ، إنّ ما نُريدُه هي حياةٌ يُنْصفُ فيها المظلوم ويُطْعم فيها الجائع ويقِف فيها المواطن مُنتصب القامة لا يخشى إلا الله ثُم الذئبَ على غنمه ، حينها تستطيعُ المملكة العربية السعودية أنْ تُفاخِر بِنفْسِها في المحافل الدولية وأنْ تُواجه جميع أطياف الشر في كُل العالم جسداً واحِداً يُمثِّل القيادة والشعب لا يفْصِل بينهما سوى الموت .
تساؤل أخير أهمِسُه في أذن المواطن : ألا تعتقدون معي أن الوزراء المُحترمين دائِماً ما يلْتَفُون على توجيهات خادم الحرمين الشريفين ويُحوِّرونها عن أهدافها ويُفسِدون مُحتواها ويُبارِزوننا العداء فيُفسدون بِذلك الوِد الذي يربِطُنا بولاة أمرنا؟؟؟.
[/align]