إعلانات التوظيف الوهمية نصب علني على الشباب
الملف الاخضر صديق العاطلين عن العمل
«الغريق يتعلق بقشة» هذا هو حال كثير من الشباب العاطلين عن العمل الذين يغرقون في بحر البطالة ويقع هذا البحر في كل مكان من العالم محتلاً مساحة متفاوتة تختلف من دولة لأخرى والقضاء على هذا البحر أو ردمه صعب مستصعب مع تعدد الأساليب والطرق إلا أنه باق مشكلاً هماً ثقيلاً على أصحاب المكان وأيضاً على ربان السفينة وراكبيها إذ دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
وفي ظل هذا الوضع الذي أتاح الفرصة لكثير من المستغلين ليصطادوا فريستهم - من الشباب- وبكل سهولة ويسر فمجرد إعلان أو اسم رنان وشعار طنان سيجلب الكثير من المال لأصحاب هذه المكاتب على أيدي من غرتهم الإعلانات أو ربما اضطرتهم الظروف لذلك فالبطالة والبحث عن الوظيفة جعلت الشاب العاطل عن العمل يتعلق بقشة. لكن هل يجد هؤلاء الشباب ضالتهم عبر هذه المكاتب التي تأخذ منهم مبالغ تتراوح بين 100 ريال و 500 ريال حسب التفاهم بين الطرفين،ولماذا لا يلجأون إلى مكاتب العمل بدلا من هذه المكاتب؟
توظيف فوري
في موقع اختير بعناية على أحد الشوارع الرئيسية والمعروفة بمدينة الدمام يقع المكتب الذي يحمل شعار (التوظيف الفوري للسعوديين) وبالطابق الثاني في إحدى العمارات يقع وله فروع أخرى هذا حسبما جاء عبر الإعلان المنشور إضافة إلى عدة أرقام يكمن الرجوع لها لمزيد من المعلومات والاستفسارات وتفاصيل أخرى تجدها في طية الإعلان الذي حرص مصطفى كاظم وعلي المسلم على الاحتفاظ به من أجل الذهاب إليه لعلهما يجدان الوظيفة التي يبحثان عنها منذ أعوام.
إعلان مغر
يقول مصطفى: انه رأى الإعلان معروضا بشكل مغر في إحدى الصحف وفيه وظائف جيدة إذ يشير الإعلان الى ان شركة كبرى تعلن عن توافر (300) وظيفة بالمنطقتين الشرقية والوسطى لحملة الكفاءة والثانوية وراتبها الشهري يصل إلى 3400 ريال إضافة إلى التأمين الطبي والاجتماعي وغيرها من المميزات فأنا كشاب أبحث عن وظيفة ولا شك في ان ذلك سيجعلني أذهب إلى هذا المكتب أو غيره المهم ان أجد الوظيفة بغض النظر عن الجهة خاصة في هذا الوضع الذي يعيش فيه الشاب العاطل عن العمل دوامة من الحيرة والتفكير والهم الثقيل الذي يريد التخلص منه بأي شكل من الأشكال.
مقابل مبلغ
ويكمل زميله علي ما حدث لهما وكثير من زملائهما عند ذهابهم لهذا المكتب الذي يدعي بأنه يبحث عن وظائف للشباب فيقول قطعنا مشوارا طويلا من أجل أن نصل إليه وعند وصولنا التقينا بأحد الموظفين في المكتب وأخبرنا بانه لن نستلم أي ملف منكم إلا بعد دفع 250 ريالا وهذا المبلغ لا يسترد سواء تم قبول المتقدم للوظيفة أم لا،إضافة إلى أن الراتب الأول يكون من نصيب المكتب عند ذلك تفاجأ المتقدمون بهذا الشرط فلماذا يطلبون مبلغا إذا كانت هذه الشركة أو تلك تريد هذا الكم من الوظائف ؟ ولماذا لم يوضع هذا الشرط من ضمن الشروط التي أدرج تحتها العمر والتفرغ فإذا كان هذا من ضمنها فلماذا لم يذكر بأنه يجب على المتقدم للوظيفة دفع 250 ريالا.
لا فائدة منها
ويذكر حسين القويعي الذي هو الآخر يبحث عن وظيفة وأغرته الإعلانات المنتشرة هنا وهناك انه تراجع عن تقديم أوراقه فحالته المادية لا تسمح بأن يصرف هذا المبلغ بدون أي فائدة،وبفرض أني دفعت المبلغ ما الضمان في الحصول على الوظيفة.
ويقول القويعي: انه يعرف كثيرا من الشباب الذين تقدموا إلى هذه المكاتب التي تقول انها تبحث لك عن الوظيفة ودفعوا مبالغ ولم يستفيدوا منها أي شيء يذكر حتى الآن،وعند الاستفسار والاتصال عليهم يردون بأنهم سيقومون بالاتصال وهكذا تنتظر أسابيع وشهورا ولا نتيجة ولا خبر.
نصب واحتيال
ويرجع حبيب إبراهيم تمادي أو ما يسميه تلاعب هذه المكاتب إلى سببين هو تعلق الشاب العاطل عن العمل بأي شيء أمامه من أجل أن يحصل على وظيفة لذا تجده يتعرض للنصب والاحتيال من قبل ضعاف النفوس وربما لا يلام الشاب فهو يريد الحصول على الوظيفة بأي طريقة ،والسبب الآخر الجهات المعنية التي ينبغي أن تراقب هذه المكاتب وأن تقوم الجهات بالاتصال على هذه المكاتب من أجل معرفة مدى المصداقية لديها ولا يمنع أن ترسل شبابا لتقصي الأمر فإذا بقي الوضع على حاله سيكون التحايل على الشباب بكل بساطة وهذا ما يحصل.
غير قابل للاسترداد
ويدخل احمد الجميعة إلى عملية الحسابات فيقول إذا كان المكتب أو الشركة تريد توظيف 300 شاب وتأخذ من كل متقدم مبلغ على أقل تقدير 100 ريال غير قابل للاسترداد فاضرب (300 متقدم x 100ريال) فهذا يعني بأن المكتب المنسق سيحصل على ثلاثين ألف ريال فقط من المقبولين مع افتراض ان العدد قد يتضاعف إضافة إذا ما علمنا بأن بعض المكاتب تطلب من المتقدم الذي تم قبوله بأن يدفع نصف مرتبه الشهري عند مباشرة العمل وقد تختلف العمولة والمبلغ من مكتب لآخر.
علينا الوظيفة
ويرى أحمد الشواف ان ما تقوم به هذه المكاتب غير صحيح وتحمل شعارات كبيرة مثل (علينا الوظيفة وعليك الاختيار) وغيرها من الكلمات التي تجعل الشاب ينصاع وينقاد لها فلم اسمع ان هذه المكاتب قد وفرت وظائف محترمة برواتب جيدة أو مغرية كما يدعون بل تراهم يأخذون المبلغ وعند مراجعتهم يقولون توجد وظيفة براتب 1300 ريال وتحتاج إلى إجادة اللغة الانجليزية وخبرة وغير ذلك من الشروط لذا نأمل من مكاتب العمل أن تقف على هذه المكاتب وتسائلها. ويضيف الشواف إذا كانت لدى هذه الشركة أو تلك وظائف بالمئات فلماذا لا تنسق مع مكاتب العمل التي بلا شك ستوفر لهم الشباب المؤهل وحسب الشروط التي يريدونها فكلنا يعرف ان مكاتب العمل تسهل الإجراءات وتستفيد الشركة في ذلك بزيادة نسبة السعودة ،أو التعاون مع الغرف التجارية التي أطلقت مؤخراً صندوق الموارد البشرية لكن هذا يدل على عدم جدية هذه المكاتب في توظيف المتقدمين إليها.