الانتقاد شيء خطير ومميت؛ ومن خطورته أنه يجعل الإنسان يدافع عن نفسه ، ويجعله يبرر أخطاءه ،
ليس لشيء!! لكن لإحساسه بمرارة الانتقاد . ومن هنا فإنه يعرض المرء غالبًا للقلق والتوتر في حياته ،
النقد الظالم ينطوي –غالبا- على إطراء متنكر، فمعناه -على الأرجح- أنك أثرت الغيرة والحسد في نفوس منتقديك.
إن الشخص العاقل الناجح هو الصامد أمام نقد الآخرين
" فالشخص القوي يجب أن يدع أمر الناس جانبا ، وأن يندفع بقواه الخاصة شاقًّا طريقَه إلى غايته ،
وعلى الرجال الكبار أن يبنوا سلوكهم فوق هذه الأسس ، فلا يتبرموا بالنقد المثار،
أو يقلقوا لكثرة الهجَّامين والشتَّامين "
فوائد النقد :
قد يتعجب البعض من هذا العنوان؛ إذ كيف يكون للنقد فائدة، بل إنه ليميت الطموح والأماني
كما يرى البعض، ولكن اسمح لي أقول لك :
إن للنقد فوائد، ومنه الآتي:
- التبصرة بالعيوب، التي لا يراها الفرد في ذاته.
- التقليل من الشعور بالذات والأنا؛ لأن الإنسان لا يرى من نفسه إلا الصواب.
- التعود على الموضوعية والبحث عن الحقائق ولو كان ضد رغبة الإنسان.
- تعويد النفس على تقبل الآخرين، والتحمل للضغوط وتعويد الذات الصبر.
- يستفيد التعرف - هو وغيره - على الإيجابيات والسلبيات؛ فيزداد الانتفاع في العمل والجهد.
- تحقيق مبدأ بَشَرِي، وهو أن البشر -كل البشر- مختلفو الطباع والهيئات والأذواق، وتلك رحمة من الله بالبشر.
طرق التعامل مع النقد:
- التأكد من مضمون الانتقادات وطلب مزيد من الإيضاح حول النقد.
- طلب منحه بعض الوقت للتفكير في محتوى هذه الانتقادات.
- إخبار الشخص المعني إذا اقتضى الأمر بأنك ستنظر في الموضوع قبل الرد على الانتقادات الموجهة إليك.
- بعد دراستك للموضوع لابد من أن تقرر فيما إذا كانت الانتقادات في محلها أم لا؟
- وفي حال قبولك لهذه الانتقادات فعليك المبادرة إلى البحث عن سُبُل مُلائِمَة لتصحيح الوضع ،
أما إذا بدا لك أن الانتقادات لا مبرر لها، فقل ذلك عنوة دون خجل.
تصبَّر وتصبَّر ودرب نفسك على تقبل النقد وكظم الغيظ؛ فالله يحب كاظمي الغيظ، ويأجرهم على ذلك.