أشكرك على حرصك على نشر الخير ولكن بودي أن أنبهك عن أمر قد تغفل عنه وقد يغفل عنه البعض من المحبين للخير وأهله ألا وهو : نشر بعض الأحاديث والأدعية الغير مشروعة والتي لم يرد بشأنها نص صحيح صريح لا من الكتاب ولا من السنة ، وهذا بلا شك بدع محدثة لما أنزل الله بها من سلطان، فبالنسبة لما ذكرته من أن لكل يوم من أيام شهر رمضان المبارك دعاء مخصوص فإنه لم يرد على ذلك دليل لا من القرآن ولا من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ونحن خلقنا لحكمة عظيمة وغاية نبيلة ألا وهي عبادة الله جل وعلا دون سواه ، قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ، وليس لنا أن نتعبد الله إلا بما شرع لنا ، فالعمل الصالح لا يتقبله الله من العبد إلا إذا تحقق فيه شرطان ، الشرط الأول : إخلاص العمل لله جل وعلا ، بحيث لا يريد العامل لا رياء ولا سمعة وإنما يريد الأجر من الله سبحانه وتعالى ، والثاني : إتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ، وقال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (فابعد الله مخلصاً له الدين) ، وقال عليه الصلاة والسلام ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أي مردود عليه غير مقبول ، فمثلاً لو صلى أحد صلاة الفجر أربع ركعات أي أنه زاد ركعتين لله فإننا نقول أن عملك هذا مردود وصلاتك غير مقبولة وغير صحيحة ، لأننا أمرنا أن نعبد الله كما شرع لنا ، والله جل وعلا غني عنا لا تنفعه طاعة الطائع ولا تضره معصية العاصي ، قال تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) ، فربنا جل جلاله أكمل لنا الدين ، قال سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي غيرهم من الناس ، وألا يقولوا أو يكتبوا أو يرسلوا إلا ما هو صحيح وثابت من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة.