الفطر في نهار رمضان بدون عذر
الفطر في نهار رمضان دون عذر من أكبر الكبائر ،
ويكون به الإنسان فاسقاً ، ويجب عليه أن يتوب إلى الله ،
وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره ،
يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر،
فعليه أن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره،
لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض ،
فيلزمه قضاؤه كاملاً ،
أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر الراجح أنه لا يلزمه القضاء،
لأنه لن يستفيد منه شيئاً ، لأنه لن يقبل منه ،
فإن القاعدة: أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين،
فإنها إذا أخرت عن ذلك اليوم المعين بلا عذر لن تقبل من صاحبها،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "،
ولأنه من تعدي حدود الله عز وجل ، وتعدي حدود الله تعالى ظلم ،
والظالم لا يقبل منه ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(البقرة: 229) ، ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها أي : فعلها قبل دخول الوقت لم تقبل منه،
فكذلك إذا فعلها بعده لن تقبل منه إلا أن يكون معذوراً .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين.