بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أرحب بالجميع؛ أعضاءاً وزواراً، وأود أن أعرض عليهم قصتي مع الجامعة الإسلامية باختصار فلست أحب الإطالة في المواضيع، ولولا أنني رأيت شيئاً لا يمكن السكوت عليه لسكت.
وقبل البدء أحب أن أذكر بالآتي:
1- لا يخفى على أحد من المسلمين مكانة المدينة المنورة في قلب كل مسلم، وبالتالي فلا بد أن يكون المسؤولون فيها على درجة عالية من الأمانة والنزاهة والإخلاص وغير ذلك مما تقتضيه أخلاق الإسلام.
2- لا يخفى على أحد من المواطنين سياسة الدولة في محاربة الفساد والمفسدين، وأقرب مثال على ذلك هو إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
3- هذه القصة حدثت معي شخصياً، فلست ناقلاً عن أحد.
4- سأذكر الأدلة على ما أقول؛ فلست ممن يرمي الكلام جزافاً بدون أدلة.
إليكم القصة أيها الكرام، وسأجعلها على شكل نقاط لكي يسهل فهمها واستيعابها:
1- طرحت الجامعة الإسلامية وظائف إعادة للمواطنين في عدة تخصصات وكان موعد التقديم عليها من 22 جمادى الأول إلى 11 جمادى الآخر من عام 1432هـ، وإليكم رابط الإعلان عن هذه الوظائف بمختلف تخصصاتها:
http://iu.edu.sa/web/events.aspx?id=708
3- جميع الشروط المطلوبة تنطبق علي بحمد الله، ذهبت إلى المدينة المنورة وقدمت ملفي في الجامعة الإسلامية، وقالوا لي ولغيري: انتظروا الإعلان عن موعد الإختبار التحريري في موقع الجامعة.
5- كنت قد استعديت للاختبار جيداً بحمد الله، وكلي أملٌ بأن أحصل على هذه الوظيفة، أو يحصل عليها غيري ممن يستحقها لكونه أفضل مني، ولم يدر بخلدي أن الفساد قد وصل إلى الجامعة الإسلامية وتغلغل فيها، وتغلغل في أعماق المسؤولين فيها، وعلى رأسهم مدير الجامعة الذي ضرب بتعليمات الدولة في محاربة الفساد عرض الحائط.
6- ذهبت أنا وغيري ممن تقدم لهذه الوظيفة وقمنا بأداء الاختبار التحريري في مقر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأخبرونا بأن نتائج الإختبار التحريري ستظهر على موقع الجامعة.
7- جرت العادة في الجامعة الإسلامية - وفي أغلب الجامعات - أن من يقبل في وظائف الإعادة لا بد أن يمر بمرحلتين قبل أن يتم قبوله، وكل مرحلة تترتب على التي قبلها، المرحلة الأولى مرحلة الإختبار التحريري، ومن ينجح في الإختبار التحريري فإنه ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي المقابلة الشخصية، ثم بعد اجتياز المقابلة الشخصية تتم المفاضلة بين المتقدمين بواقع مجموع الدرجات التالية: درجات المؤهل + درجات الاختبار التحريري + درجات المقابلة الشخصية + درجة اختبار القرآن الكريم في بعض الجامعات ومنها الجامعة الإسلامية.
8- بعد أداء الإختبار التحريري في 18 جمادى الآخر من عام 1432هـ أخذنا ننتظر ونترقب النتائج في موقع الجامعة على أحر من الجمر، واستمر الانتظار حوالي أربعة أشهر، وعجبت من تأخر النتائج لهذه المدة الطويلة وكأن أمراً يدبر بليل! حتى حدثت الفضيحة!! والتي لم تكن في الحسبان!!! والتي لم نكن نتخيل يوماً من الأيام أنها ستصدر ممن ينتسبون للعلم الشرعي؛ وأين؟!! في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبجوار مسجده!! إنهم بذلك يشوهون سمعة العلم الشرعي وطلابه، وحاشا طلاب العلم حقاً أن يكونوا بهذه الأخلاق.
9- كانت الفضيحة هي أن المراحل الثلاث التي وضعتها الجامعة للتعيين على هذه الوظيفة تم تخطيها بكل سهولة ووقاحة، وتم تعيين أحد المتقدمين لهذه الوظيفة من دون أن تعلن إدارة الجامعة عن نتائج الإختبار التحريري ولا عن موعد المقابلة الشخصية - التي لم تعقد أصلاً - ولا عن موعد اختبار القرآن الكريم، مما يعني أن هذه الوظيفة كانت محجوزة مسبقاً لأحد الأشخاص وكان الإعلان عنها مجرد ذر للرماد في العيون، ولكي تظهر إدارة الجامعة أمام الناس بأنها حريصة على توظيف المواطنين في حين أنها في حقيقة الأمر تتبع سياسة: ((امسك لي واقطع لك))؛ على الرغم من كوننا في دولة تحارب الفساد والمفسدين وتنشئ الهيئات لمكافحة الفساد.
10- لم تكتف إدارة الجامعة بذلك بل أنها حاولت التعمية على الناس؛ فأنزلت خبر التعيين لهذا المواطن ضمن عدة قرارات بترقية بعض الموظفين وقرارات أخرى بمنح إجازة تفرغ علمي لبعض أعضاء هيئة التدريس، وكأنها تريد أن تصرف أنظارنا عن فعلتها الشنيعة، وهذا لا يدل على أنها تتخذ الفساد سياسةً لها فقط؛ بل إنها تحترفه!
12- قد يقول البعض بأن الجامعة قد أعلنت عن نتائج الإختبار التحريري وعن موعد المقابلة الشخصية، فأقول له بأن ذلك غير صحيح، وقد كنت أتابع موقع الجامعة يومياً طيلة أربعة أشهر ولم يتم الإعلان، وأرشيف إعلانات الجامعة وأخبارها موجود في موقع الجامعة فليرجع إليه من أراد التأكد من كلامي:
رابط أرشيف الإعلانات
http://iu.edu.sa/web/events_archive.aspx
أطالب بإنصافي وإنصاف زملائي المتقدمين، وأن يتم إعلان نتائج الإختبار التحريري وأن تعقد المقابلة الشخصية واختبار القرآن الكريم، فمن كان يستحق الوظيفة بعد ذلك فبارك الله له فيها وجعلها عوناً على طاعته.
في الختام أشكر كل من قرأ الموضوع وساهم بنشره، فهو بفعله هذا يمد رافد خير لهذا البلد المعطاء؛ حتى تكثر الروافد وتصبح نهراً جارياً يقتلع الفساد من جذوره.
أطلب من المسؤولين إنصافي وإنصاف زملائي المتقدمين.
نسخة مع التحية لكل مسؤول في هذا البلد.
نسخة مع التحية لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وكتبه أخوكم: منسكل، أحد المتقدمين على تلك الوظائف.
الخميس 17 شوال 1432هـ والسلام عليكم.