عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 17-09-2011, 06:06 PM
الصورة الرمزية جليس الساحة
جليس الساحة جليس الساحة غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 7
معدل تقييم المستوى: 0
جليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداعجليس الساحة محترف الإبداع
اسم المقالة : أرجوك رجاء خاص لا نريد أن نراك في العزاء



البعض من بني البشر قد تجرّد من المشاعر والأحاسيس


والبعض منهم قد تجرّد من الفهم والإدراك

فلا تجده يحس ولا يشعر ولا تجده يفهم أو يُدرك

الله يصلح حال بعض البشر


أسمحوا لي أيها الأحبة أن أنقلكم مباشرة لذلك المجلس في أحد المنازل والذي أعدّه أصحابه

لاستقبال الوفود والذين أتو لتأدية واجب العزاء في فقيد ذلك المنزل

دخل الوفد واكتظ المجلس بهم مواسين لأهل الميّت ومسلينهم بكلمات دعوية لفقيدهم الغالي

في هذه اللحظات اسمحوا لي أيضاً أن أنقلكم لمشهد في نفس المجلس ونسلط الكاميرة على صاحب مشهدنا

في هذه المشهد يظهر ذلك الرجل وقد علت محيّاه ابتسامة عريضة ظهرت نواجذه على أثرها !! وهو في حديث جانبي مع صديق له ! وتتواصل الضَّحكَات مع ذلك الصديق !

أيضاً في هذه اللحظات والتي لا زال صاحبنا يواصل الضحكات أنقلكم مباشرة لمشهد آخر يوضّح حال أهل الميّت، وتلك الدمعات التي تنزل من أعينهم حَزَناً على فقيدهم الغالي، وهم ينظرون لذلك الرجل ( صاحب الابتسامة العريضة ) بنظر احتقار وسخرية
ينظرون له، ويُصاحب تلك النظرات تفكير عمييييق جداً، لينطق لسان حالهم قائلاً:

لماذا أتى هذا السفيه إلينا ؟!!

هل أتى مواسياً لنا في فقيدنا ؟ أم أتى ليزيدنا حزناً على حزن ؟!

ياليته مكث عند أهله، بل ياليته لم يعلم بخبر وفاة فقيدنا

وأيضاً أيها الأحبة اسمحوا لي أن أنقلكم لمشهد ثالث ( في الوقت الذي لا زال صاحبنا يوزّع ابتساماته !!! ) وذلك المشهد هو للحضور والذين أتو للعزاء، لنرى حالهم وهم ينظرون بنظرات التعجّب والاستغراب من ذلك الأسلوب السيئ الحاصل من لدن موزّع الابتسامات !! لينطق أيضاً لسان حالهم قائلاً:

عجباً لهذا ألا يخجل ؟!!!!!!!

عجباً له ألا يحس ويشعر ؟!!!

عجباً له ألا يُدرك ويفهم ؟!!!!

أيها الأحبة للأسف هكذا حال البعض منّا !!

تجرُّد من المشاعر والأحاسيس في تلك اللحظات، ليصبح مسخرة للجميع

أقول لصاحبنا ذلك ولمن هم أمثاله:

إذا أنت لم يهمّك أمر الميّت ؟!! أي لم يحزنك وفاته، وإنما أتيت حتى يُقال عنك أنه أتى للعزاء، فأقل ما تقدمّه أن تتظاهر بالحزن لِتُجاري أهل الميّت في ذلك، وكن مستشعراً بالموقف، وإن أبيت ألا أن تكون موزعاً للابتسامات، فمكوثك عند اهلك خيراً لك والله، ولا نريد أن نراك في العزاء، وإذ أنت مُصِر على ذلك أقول تذكَّر أن الجميع ينظرون لك باحتقار وقد تسقط من أعينهم من تلك اللحظة لأنك أصبحت في نظرهم أنك إنسان لا تفهم وانك إنسان مُجرَّد من المشاعر والأحاسيس، أقول لك إن العزاء شُرع لأن المسلم إذا فقد عزيزاً عليه، فإن قلبه يضعف أمام المصيبة فيحتاج إلى من يثبته، وإلى من يذكره بالله جل وعلا، لأن المصائب تهز القلوب، فلذلك يحتاج المسلم إلى كلمة من أخيه تجبر بها خاطره وتقوي بها إيمانه.


أتمنى أن يعي صاحبنا ذلك، وأيضاً صاحبتنا المماثلة لفعله.


رد مع اقتباس