السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رقد أحد الرجال المسنيّن في المستشفى لـهرم جسده
وكان يزوره شابٌ كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة،
يساعده على أكل طعامه والإغتسال
...
ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى،
ويساعده على الاستلقاء، ويذهب بعد أن يطمئن عليه
دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حاله
وقالت له
ما شاء الله يا حاج
الله يخليلك ابنك يومياً بيزورك ويهتم فيك،
قليل عيال بهالزمن هيك
وقتها لم ينطق وأغمض عينيه،
وقال لنفسه: ليته كان أحد أبنائي
ثم اكمل حديثه وقال:
هذا الشاب كان يتيماً في الحي الذي كنا نسكن فيه،
رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده
وهدأته، واشتريت له حلوى،
ولم احتك به منذُ ذلك الوقت
وبعدما علم بوحدتي أنا وزوجتي
أصبح يزورنا كل يوم لـيتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي
فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج
وعندما سألته في أحد الايام
" لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا ؟ "
إبتسم وقال:
( ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي )
إزرعْ جميلاً ولو في غير موضعهِ .... فـلن يضيع جميلٌ أينما زُرعا
إن الجميلَ وإن طال الزمانُ به .... فـليس يحصدهُ إلا الذي زرعا