عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 18-10-2011, 04:48 AM
الصورة الرمزية اكمل الفراغ
اكمل الفراغ اكمل الفراغ غير متصل
نجم المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: R i y a d h city
المشاركات: 6,866
معدل تقييم المستوى: 21474878
اكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداعاكمل الفراغ محترف الإبداع
Lightbulb الـسـقـوط الـى الاعـلـى


السقوط إلى الأعلى




هب أن نيوتن كان جائعاً أثناء سقوط التفاحة، أو كان نائماً وبعد أن استيقظ وجد التفاحة تتدحرج على سطح الأرض، لربما ذهب إليها وقضمها بأسنانه وملأ بها تجويف معدته، لسارت الحياة كما هي، فأوراق الأشجار تسقط، وحبات المطر أيضاً تسقط, فما الذي دعا نيوتن لأن يدعي باكتشاف الجاذبية, هل تفاحة نيوتن الوحيدة التي سقطت? بل سبقه جلمود صخر امرئ القيس تدحرج من قمة الجبل، طيب .. لنعتبر نيوتن محظوظاً إذ تزامنت التفاحة في لحظات التفكير القصوى بعدها حدث ما حدث واستمرت التفاحات تتساقط.
لنعرج إلى أديسون هذا العبقري الذي أضاء العالم كان طالباً بليداً لم يتمكن في سنوات دراسته الأولى من التمييز بين عمود الكهرباء وحرف الألف وخرج مطروداً من المدرسة، إلا أنه أضاء عقول العالم بأسره.
أما نيوتن فكان مجنوناً؛ لأن نظريته تُحدد السقوط إلى الأعلى, كيف لم أستوعب بعد ألم تر سقوط بعض المديرين... إنهم يسقطون إلى الأعلى.. أرجوك أوضح لي.
بعضهم تسلق الكرسي وصعد عليه وبقي متربعاً فماذا تسمي ذلك؟
أسميه طموحاً.
مفاهيمك ضيقة.. أنت منغلق.
هذا الساقط إلى أعلى لم يكن جديراً, بل تدحرج عكس النظريات من الأسفل إلى الأعلى حتى وصل.. وأضحى مديراً.
مثل هؤلاء يعيشون يا سيدي السقوط.
لأن أحجامهم ضئيلة مقارنة بالكراسي التي يقعدون عليها.. هم منفوخون كالبالونات؛ لذا تشاهدهم بأحجام غير حقيقية, حتى لو اخترعنا نظارة تحقق التوازن في الأحجام.
إذاً ما العمل؟
خذ دبوساً صغيراً.. تر العجب... سيتلوى كالثعبان ويسقط بين الأقدام.
لنطبق نظريتك الدبوسية ونجرب.. هل تتوقع بقاء بالون واحد؟
أنت مع الأسف الشديد لا تفكر كثيراً.. طبعاً ستظهر بالونات أخرى وأخرى.. وهي أكثر انتفاخاً وبريقاً ولمعاناً.
ما الحل إذاً؟ قل لي من فضلك.
نعود إلى نيوتن ونطلب منه ألا يثرثر؛ فقد سئمنا من نظريته.. ونشد بيد أديسون لنجد أن مصباحه لم يكن مضيئاً بالشكل المطلوب.. ولو أضاء لشاهدنا واقعنا مجرداً من الانتفاخات والزوائد.. وعرفنا كيف نتشفى في البالونات الهلامية.
يا غشيم.. ألم تسمع بنظرية الالتصاق؟
لا.. لم أسمع بها.
النظرية باختصار تقول إن ثمة علاقة تلازمية بين الكرسي والبالون.. فكل منهما يشد الآخر..
ظهرت لنا مشكلة أخرى وهي لعبة الكراسي ما العمل إذاً؟ أقترح إزالة كل الكراسي؛ لأنها عديمة الضمير.. عديمة الذوق.
نحتاج إلى وقت طويل.
لا عليك.. الأمر سهل وميسور.
أخبرني كيف؟
لا.. لا أتركك تفكر وتفكر مثلما فكر نيوتن.. وأديسون.. وابن الهيثم.. وغيرهم..
حيرتني.. الآن أشعر بالغثيان والسقوط إلى الأعلى.. من فضلك أمسك بيدي.. فأنا لا أريد السقوط.. خصوصاً إلى الأعلى.


الكاتب جمعان الكرت

رد مع اقتباس