بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تعرف ان الله قد تاب عليك؟؟؟؟
قال بعض الحكماء :
إنما تعرف توبة الرجل في أربعةأشياء :
أولها : أن يمسك لسانه من الفضول والغيبة والكذب ((الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة .. الآية26 .(النجم)
والثاني : أن لا يرى لأحد في قلبه حسداً ولا عداوة (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )).(الحشر 15)
والثالث : أن يفارق أصحاب السوء ((يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك منا لصالحين) ال عمران 114
والرابع : أن يكون مستعداً للموت نادماً مستغفراُ لما سلف من ذنوبه مجتهداً في طاعة ربه جامعاً بين الرجاء والخوف (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون )) (السجدة 16 )
وقيل لبعض الحكماء هل للتائب من علامة يعرف أنه قبلت توبته ؟قال : نعم علامته أربعة أشياء :
أولها : أن ينقطع عن أصحاب السوء، ويريهم هيبة من نفسه ، ويخالط الصالحين.
والثاني : أن يكون منقطعاً من كل ذنب ، ومقبلاً على جميع الطاعات (( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب)). النور 38)
والثالث : أن يذهب عنه فرح الدنيا كلها من قلبه، ويرى حزن الآخرة كلها دائماً في قلبه ((والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)) (المؤمنون 60)
الرابع : أن يرى نفسه فارغاً عما ضمن الله تعالى من الرزق، مشتغلاً بما أمر به ((الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع))(الرعد 26)
فإذا وجدت فيه هذه العلامات فهو من الذين قال الله تعالى في حقهم : (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) البقرة222)
ووجب على الناس أربعة أشياء :
أولها : أن يحبوه فإن الله تعالى أحبه ((وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم)) (الانفال63)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، . رواه البخاري .
الثاني : أن يحفظوه بالدعاء على أن يثبته الله على توبته ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.))(ال عمران 8)
والثالث: أن لا يعيروه بما سلف من ذنوبه ((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون .))(الحجرات11)
والرابع : أن يجالسوه، ويذاكروه، ويعينوه ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب .))(المائدة 2)
ويكرمه الله بأربع كرامات :
إحداها : أن يخرجه الله تعالى من ذنوبه، كأن لم يذنب قط بل ويبدلها حسنات ((إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .))(الفرقان70)
والثانية : أن يحبه الله تعالى ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم.))ال عمران 31)
والثالثة : أنلا يسلط عليه الشيطان، ويحفظ منه ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا)) الاسراء 65)
والرابعة : أن يؤمنه من الخوف، قبل أن يخرج من الدنيا، ويحسن خاتمته، لأنه عز وجل قال : ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون))(فصلت30)
اللهم تب علينا واغفر لنا جميعا