«قانون» مخالفي نظام العمل والإقامة في قرية «النار»
الموت احتراقا عقوبة إفشاء أسرار المسروقات
(الموت حرقا) عقوبة افشاء الاسرار قانون جديد سنه مخالفون لانظمة الاقامة والعمل لاخفاء ممارساتهم غير النظامية في قرية (النار) حتى يعتموا على ممارستهم، وينجحوا في ادارة وكر للمسروقات اقاموه هناك.[/COLOR]
ولكي ينجحوا في تطبيق هذا القانون وضعوا نظاما صارما للخروج والدخول الى هذا الموقع والذي تحول الى مكان لتجميع المسروقات بمختلف انواعها والوانها، على بعد خمسين كيلو مترا جنوب مكة المكرمة وفي منطقة معزولة ونائية تندر فيها حركة المركبات وحركة الارجل حيث اقامت مجموعة من 50 برماويا وبنجلاديشيا متخلفا مصنعا يجمعون بداخله المسروقات من مكيفات واخشاب وكابلات كهربائية (قرية النار) وهو الاسم المناسب لهذا المكان حيث ان كل شيء ينتج بالنار فالمسروقات يعاد تدويرها بالنار والطوب الاحمر يتم حرقه قبل بيعه بالنار ايضا!!
حركة هذه القرية لا تنشط الا ليلا وفي النهار يكون الجميع في سبات عميق اما البضائع التي يوردها لهم اشخاص من بني جلدتهم فتنقلها سيارات حددت مسبقا وبأرقام وسائقين ثقات (ع. م) نور قاد «عكاظ» الى الموقع وما ان اقتربنا منه حتى قال ان مهمته انتهت، سألته ولماذا؟
قال سأدفع حياتي ثمنا فيما لو عرفوا أنني من ارشدكم الى هذا الموقع، ودعته وقررت مواصلة سيري نحو الموقع الذي بدا خاليا من كل شيء الا سحب الدخان المتصاعدة بكثافة.
ظننت في البداية ان حريقا ما قد يكون أتى على كامل السكان لكن الحقيقة تبدلت تماما حينما اكتشفت ان هذه الادخنة والسحب السوداء هي مخلفات حريق تم اشعاله في كميات كبيرة من الكابلات الكهربائية والهدف من ذلك حرق البلاستيك والحصول على الاسلاك النحاسية بداخله لاعادة تدويره، اقترب منا احد البنجلاديشيين وقال لي:[/CENTER]
من أنتم؟ ومن الذي جاء بكم الى هنا؟
سألته عن اسمه فأخبرني بأنه نور الحق وانه المسؤول الاول في هذه القرية.
قلت له نريد ان نشتري من البضائع المتناثرة هنا وهناك ومن كميات الطوب الاحمر الذي يتم تصنيعه بعد حرقه بالنار، اخذني في جولة وهو يعرض الكثير من الاشياء التالفة وحين سألته عن مصدر كل اجهزة التكييف هذه وعن الكيابل الكهربائية قال انهم يقومون بشرائها من الحراج ويقومون هنا بحرقها لان المصانع المتعاملة معهم لا تشتري الكيابل الا اسلاكا نحاسية فقط، واضاف كما ترى فنحن قريبون من مكان تجميع النفايات الخاصة بمكة المكرمة التي تديرها امانة العاصمة المقدسة والكثير من العمالة يقومون ببيع ما يصلح من النفايات التي يتم جمعها من الاحياء لنا ونحن نشتريها ونقوم بتدويرها مرة اخرى. في موقع آخر قال لي مجيب الرحمن نحن هنا نقوم بصب كميات كبيرة من البلوك او الطوب الاحمر ونضعه في هذه الافران ونقوم بحرقه لمدة خمسة ايام حتى يقوى ويشتد ويكون مقاوما بعد ذلك للحرارة، واضاف سعر الالف حبة بمائة ريال وهو ثمن بخس مقارنة بالجهد والتعب الذي نبذله، فنحن نعمل تحت اجواء حارة جدا حيث تبلغ درجة الحرارة اكثر من 500 درجة مئوية داخل الافران، واضاف من المؤكد ان الليل هو الوقت الانسب لعملنا كون الهواء بارداً ودرجة حرارة الافران بدأت في الانخفاض.
سألته عما قاله لي من ارشدنا الى الموقع عن صحة قانون القتل حرقا تبسم واضاف هذه من الاشياء التي نهدد بها بعضنا البعض عند الاختلاف لكننا لا يمكن ان نقدم على عمل من هذا النوع، نحن متخلفون ومخالفون لانظمة الاقامة والعمل وبالتالي فإننا نعمل هنا لكسب لقمة العيش واعتقد ان الكثير من الناس لا يجهلون موقعنا ولم يحصل في يوم ما ان قمنا بحرق أحد.
المهندس جمال حريري وكيل امين العاصمة المقدسة للخدمات قال لـ«عكاظ» ان هناك رقابة كبيرة على العمال التابعين لمقاول النظافة وذلك لعدم بيعها وهناك حملات مكثفة لمداهمة المصانع والورش غير النظامية، واضاف ان الامانة ستحرك فرقا لهذه المواقع للتأكد من نظاميتها ومصادرتها بالكامل في حالة ثبوت العكس!
[/FONT][/COLOR]