وطني الغالي .. أكتب إليك معدماً .. فقيراً .. محطماً .. أكتب إليك آملاً .. حالماً .. متوسماً .. أكتب لك أشتكي منك .. أكتب لك شاكياً إليك .
أكتب مشتتاً بين ذكريات غرست في قلبي الحب .. وبين واقع مرير أوجع القلب ..
هل تذكر ياوطني عندما كنا صغاراً .. كنانستلقي على رمالك الطاهرة نحدث القمر بأمنياتنا الصغيرة فترتسم على وجهه إبتساماتُنا .. نستيقظ على صوت العصافير تحدثنا بأن الغدجميل.
نركض بين رياض أزهارك نستنشق عبيرها ونزرع بين تلك الزهور أحلامنا . نتنفس من سمائك النقاء .. ونقطف من أرضك العطاء..
كبرنا .. وشاخ ذلك القمر وأفل .. وذبلت تلك الزهور .. وماتت تلك العصافير
تغيرت ملامح تلك الصورة الجميلة .. لا أعرف ياوطن مالذي تغيرولكن كل شيء يبدو لي غير صحيح .
على أرضك ياوطن تنهب أمنياتنا .. وتوهب للغرباء عنا .. على أرضك ياوطن انقلبت المعادلات فالفاشل صار هو الناجح .. بسبب " الواسطة " ..
والناجحون تركوا على أعتابك يطرقون أبوابك ولامن يجيب !
أصبحت يا أغلى الاوطان وطن لفئة دون فئة .. ولم تعدل بين ابناءك
تحطمت امنياتنا على شواطئ قسوتك .. عدنا نستلقي على رمالك بعد أن أجدبت .. نستدفئ بسمائك من برد الشتاء .. ربما الذكريات تنسينا الواقع المرير .
هي كلمات أحد ابنائك ياوطن كتبها عاتباً وليس يائساً .. فلقد علمتنا أن الغد جميل
ومهما أجدبت أرضك ياوطني سنمطرها بدموع آمالنا وآلامنا .. لعلها في يوم ما .. تنبت أحلامنا .
_7_
... رسالة لطغاة
طائرة دون طيار
قاتلت الصغار والكبار
النفس أخذتها هدية
لا ترضى بقليل أن سرق
لا تبحث عن حسنة فيها
فالضمير لم يبقى له بقية
فهو السجين دون حرية
حياتهم توصف بالهمجية الوحشية
تغدر بمن تشاء
وقت ما تشاء
عجبت منهم يقتلون
لا لا يهم
فالأجساد مفرغة
مجوفة بلا قلب
الأهم ...كم من الاصفار زاد ؟!
وكم ضحية ؟!
فليعلمون!
لن تلوح راية الظلم مدية
فهناك رباً ناصراً للضحية
وقتها لانريد منكم صراخ ولا أنين
فلتتذكر فقط هذا ذنب الغافلين !
الغافلين !!
الغافلين !!!
_8_
اليك ياحلمي الصغير [ وظيفتي ]
حامت الافكار في راسي الصغيرة..وعصفت بي التوقعات و الاحلام ... كثيرا ما كنت ارى مستقبلي بعد اربع او خمس سنوات ..واتأمل روعة مشاعري في تلك اللحظة الرائعة ..التي ارى اليوم بأن الدنيا قد خطفتها مني ...
اخط الى من عانقني وكان جزء مني في احلى ايامي ..ايام الاحلام البرئية الجميلة ..اليك.. الى من المني فراقه..الى من عانيت وبكل سعادة من اجله ..الى من كنت اراه اجمل ما احمله في روحي وعقلي ..الى من وقفت الايام في وجهي حتى الاحقه ..الى من انتظرني كثيرا وبكل امل ان اصل اليه .. الى صغيري الذي لم اراه يتحقق ويكبر حتى اليوم ..الى ذلك الحلم الذي لم اكن اهلً له منذ ان نشا في خيالاتي الطفولية البرئية ..الى ذالك الحلم العنجهي الذي اصابني الغرور المفرح بمجرد التفكير به ..
أريد ان اخبرك واسألك ..أريد ان اطلع واشعر بروعة الاحساس بك ..أريد أن اعيد جمال تلك المشاعر الجامحة التي لا ترضى بالقليل ..أريد أن أحبك كما فعلت طوال احتضاني لك في عالم احلامي الواسع .. والذي جعلتك انت الملك فيه و السلطان .. اليك اكتب حروفي لعلي أصل اليك كما كنت افعل في خيالي ..
ترُى اين انت ؟؟ - هل لا زلت على قيد الحياة ؟؟ - في اي مكان تقبع من روحي التائهة ؟؟ - هل لا زال الأمل صديقك ام غادرك كما فعلت أنا ؟؟
حتى انا هجرني الأمل ولم أعد أراه في أنحاء عالمي ..صحيح أنني لم افقده كلياً لكنني حينما اجدهـ لا يطيل البقاء معي بل يستعجل بالذهاب حتى لا اشعر به كما كنت افعل في ما مضى ..
أيها الصغير .. :
أعلم انك ظننت وبكل ثقة بأنك ستكبر يوماً ما وستصبح لي الى الابد.. لكن الغرور الذي اصابنا انا وانت جعلنا نظن اننا نستطيع تحقيق المستحيل معاً .. صدمة تلو الاخرى جعلتني اتخلىء حتى عن التفكير بك .. أتعلم لماذا ؟؟ (لأننا جعلنا الأمل يرحل وبكل بساطة دون حتى ان نودعه أو ان نحاول استرجاعه)
ليس امامي اليوم سوى الألم ..فهو الوحيد الذي لا اريده لكنه هو ارقى من عرفت .. فهو لم يتخلى عني يوما ..بل كان بداخلي ..واظنه ان سيبقى الى الابد ..
صديقي ..:
شكرا لك .. لأنك انتظرتني وأطلت البقاء لثقتك بأني سأصل اليك.. اريد ان اطلب منك معروفا صغيراً ..فعلى الرغم من جراحنا وألمنا نحن لا زلنا اصدقاء ؟؟
اريد ان ترسل سلامي الى الامل وتبلغه تحياتي واسفي لأني لم اعرفه على حقيقته يوماً .. فأنا لم اعد أراه في الارجاء ولا أشعر بوجوده .. اتمنى ان يكون قد ابقى شيئا من جمال وروعته بداخل روحي الجريحة ..
أرجوك يا حلمي الصغير كن صحيحاً .. اتمنى ان اصل اليك .. و لو حتى أراك تتحقق لأحد غيري ..وأرى تلك السعادة التي لطالما أردتها .. اليك هذة الكلمات وستبقى مادمت جزءً مني في يوماً من الايام السعيدة ...
تحياتي و أسفي
_9_
.."عتابي"..لابن الوطن
ضميرك مستريح..هل تنام ملءعينيك..؟
ألا يزورك طيفي في المنام معاتبا ..مناشدا قلبك وانسايتك
أعاتبك بإسم الدين الذي يربطنا
أعاتبك بإسم انتمائنا لكيان ودولة واحدة
أعاتبك عتاب المحبين......
أستنطق الصدق في قلبك...يا ابن بلدي... لماذا قتلتني برصاصتك التي استقرت في رأسي ألا تعلم بأنني أواصل النهاربالليل سهراًفي سبيل سلامتك وسلامة أبناء الوطن الغالي من شرور الحوادث والأكدار
أعاتبك...وهل يجدي العتاب...!!!!
ألا ليت العتاب يجدي وأعود
وأرتمي بين أحضان والديَ وعائلتي وأهلي وأحبابي...
آآآه يا أبي وأمي...أعلم بأنكم تلومون أنفسكم بعدم منعي من الوظيفة التي التحقت بها رغم مخاطرها
آآآه يا والديَ أعلم يقينا بمدى حسرتكم وشوقكم لأبنائي الذين لن تروهم
لوالدتي الحبيبة ..ان عز في الدنيا لقانا اصبري والله يعين الصابرينا
لأبي الحبيب..أستودعك خالق الدنيا ومافيها
إخوتي وأهلي وأحبابي
سامحوني ولا تنسوني من دعواتكم..
المرسل.. شهيد نظامساهر
حمودالميمون