خيبة أمل أصابت العاطلين وحجبت شعاع شمس المستقبل التي لم تظهر بعد , وتفاؤل قضت عليه سطوة التسلط فتحول لإحباط , وضحكة طال إنتظارها فأبى التخطيط الفاشل إلا أن تصبح حزن وهم
هذا هو بإختصار ماحدث بين أمس واليوم في ربوع بلادي بعد أن أعلنت وزارة العمل الشروط الواجب توفرها لطالبي إعانة البطالة "حافز" .
حيث سادت موجة من الغضب أوساط الشباب والفتيات من المعطلين عن العمل بعد أن قام مسئولين مجدداً لايرون الحياة إلا بعين واحدة بالإلتفاف على قرارت الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي أمر بصرف إعانة للعاطلين عن العمل ووجه بإعداد دراسة ووضع ضوابط من شأنها خدمة أبنائه بصرف إعانة لهم تعينهم على تدبر أمور حياتهم المعيشية , لاسيما وأن الحياة أصبحت صعبة وأدنى درجات العيش بحياة كريمة تتطلب مبلغ وقدره بسبب إرتفاع الأسعار
ما أعلنته وزارة العمل من شروط أصابت الكثير بالإحباط وتلقت على إثره صحيفة " حــدث " سيلا من المناشدات والشكاوى من قبل العديد من المعطلين لإيصال صوتهم للقيادة الرشيدة والتدخل في كل من يحاول أن يخلق فوهة بين المواطن والقيادة
و " حــدث " من مبدأ الأمانة التي تحملها على عاتقها تنشر مناشدات ومطالبات أولئك المعطلين وتتطالب اللجنة المعنية بوضع ضوابط وشروط الإستحقاق لللإعانة بإعادة دراسة الشروط خصوصاً فيما يخص السن المحدد
بداية ومن الرياض قال خالد بن مبارك السبيعي مللنا من أولئك المسئولين الذين دائما يحبطون أبناء الوطن بقراراتهم العقيمة التي لاتخدم سوى فئة قليلة من الناس وليس العامة ويلتفون على قرارات الملك بتنفيذ التوجيهات بشكل آخر يوهم الناس أن القرار تم تطبيقه وهو في الأساس عكس ذلك هدفهم من ذلك محاولة الإثبات للقيادة بأنهم حريصين على الوطن حينما يطبقون القرار بأقل خسارة , غير مدركين بأن القيادة لاتهمها الخسارة بقدر مايهمهم راحة المواطن
أنا أطالب بتكوين مجلس يمثل الشباب يتم إختيار أعضاءه بالإنتخاب قادر على إيصال أصواتنا وإقرار كل مايخدمنا لأن الجمرة لايحس بها سوى واطيها
محمد بن إبراهيم الدوسري قال حينما قررت وزارة العمل حرمان منهم أكثر من 35 عام من الإعانة , يتبادر إلى ذهني سؤال أتمنى ممن أتخذ القرار أن يجيبني عليه من هو المتسبب الذي حرمني وحرم غيري من العمل وكسب لقمة العيش الكريمة طوال 35 سنة ؟ حتى فاتنا القطار
لامانع لدي ولدى الكثير من الشباب الذين تجاوزت أعمارهم هذا الشرط العقيم أن نبقى خارج فئة من شملهم عطف والدنا لكن ماهو البديل أنجلس عالة على أهالينا وننحرم من أقل حقوقنا في الحياة ؟
أم نتاجر بالمخدرات ونمتهن السرقة لكي نعيش؟
الجوهرة فتاة عاطلة كذلك حصلت على شهادتها من الكلية المتوسطة وقضت سنوات عمرها تنتظر ذلك اليوم الذي يتوج تعبها ودراستها بالوظيفة حتى تجاوز عمرها 35 سنة تقول والدي متوفى ووالدتي تصرف علينا من مخصصات الضمان الإجتماعي أنا وشقيقاتي وأشقائي وكان الجميع ينتظر توظيفي بفارغ الصبر ولكن شاءت قدرة المتسلطين من أبناء وطني المسئولين أن تحرمني وتحرم أولئك الأيتام من تحقيق هذا الحلم
وبعد أن فتح لنا والدنا خادم الحرمين الشريفين باب من الأمل بإعانة العاطلين نتفاجأ بأولئك المسئولين المتبجحين يخرجون لنا ويعكروا فرحتنا بهذه الإعانة التي تساوي راتب أقل فرد من خدمهم ويقتلون آخر أمل بالنسبة لي وغيري من العاطلات والعاطلين
وفي الأحساء قالت خديجه المأمون حسبنا الله ونعم الوكيل , والله أنني كنت أنتظر أنا وغيري الكثيرات هذا اليوم بفارغ الصبر , فلماذا الجور والظلم بحقنا أنا عمري 36 سنه حرمت من الوظيفة بعد حصولي على شهادتي الجامعية فليس ذنبي أن أحرم من الوظيفة بسبب أن عمري أصبح 36 سنة , وليس خطأ والداي أنهم لم يختاروا التوقيت المناسب لولادتي بما يتوافق مع نظرة مسئولينا الأفاضل
أتحدث بهذا الكلام وأنا واثقة في والدي خادم الحرمين الشريفين ووالدي سمو ولي عهده الأمني أن ينصفونا من جور المسئولين الذين يصرون في كل مرة أن يفسدوا فرحة أبناء الوطن
أمينه فتاة أخرى تقول زوجي أستخرج بإسمي رخص محلات وغيرها ولم يدر بخلدي في يوماً ما أن قلة حيلتي ستحرمني حقي في وطني , فلا زوجي يصرف علي مثل باقي الناس ولا المسئولين لدينا يدركون أن هناك من الأزواج من يجبر زوجته على الذل ويجعلها تتصرف رغماً عن إرادتها
أنا أطالب وغيري الكثيرات أن يتم إستثناء الفتيات من هذا الشرط ويتم تطبيقه على الرجال لأنهم ملك تصرفاتهم
ساره فتاة تخرجت من الثانوية فأجبارها والدها على الزواج من شاب مدمن تقول أقسم بالله أنني أعاني الأمرين , أسرتي أحوالهم متدنية بسبب الفقر والعوز وزوجي مدمن مخدرات
حكم علي الزمن أن أولد فتاة فقيرة وأن أكبر فتاة مكلومة , رفض زوجي أن أكمل دراستي ورضيت بما قسمه الله لي وبقيت في البيت وأنا أتمنى الموت الف مرة في اليوم أنجبت ولد وإبنتين وبعدها توقفت عن الحمل خوفاً على مستقبل أولئك الأطفال من المستقبل المجهول
اليوم وبعد أن أصبح عمري قرابة 39 سنة أحسست بأن الحياة جميلة وأنا أسمع والدي خادم الحرمين الشريفين يصدر قراراته الكريمة بإعانة العاطلين , وكم أحسست بأن الحياة جميلة فقط في أعين أصحاب المكر والدهاء ونتنه في نظر باقي العامة وأنا أرى الشروط الجائرة
إن كان الزمان حكم علينا بالجور والحرمان , فأملنا بقيادتنا كبير بمحاربة ذلك الفقر والعوز
على أقل تقدير تصرف المكافئة بالتدرج على الفئات العمرية من 20 – 35 كما حدد 2000 ريال ومن 35 – 50 تحدد ب1500 ريال وننتهي من هذه الإشكالية
رأي ( حــدث )
أمام هذه القرارات والتخبطات للجنة المعنية بوضع شروط الإستحقاق لمكرمة خادم الحرمين الشريفين , وأمام حاجة المعطلين من شباب وبنات الوطن للعيش بكرامة في وطن أغناه الله , أبصروا النور على أرضه وترعرعوا تحت سماه يبقى السؤال لماذا المسئول يحاول دائما الإلتفاف على القرارات التي تخدم الوطن وأبناءه ؟
ولماذا لانجد صرامة وجدية المسئولين الذي يدَعون حب الوطن والغيرة عليه حينما يصدرون قراراتهم التي تقتل فرحة وهبها ملك لشعبه , في الوقوف في وجه طمع وجشع التجار حينما يرفعون الأسعار , ولماذا لانرى جديتهم وصرامتهم أمام مسلسل الأخطاء الطبية التي تغتال الأنفس البريئة دون رادع
ولماذا لا نرى كذلك قراراتهم الحكيمة في التشهير بالمفسدين من بني جلدتهم حينما يتهاون مسئول في قيادة دفة إدارته أو وزارته وتموت أنفس بريئة تحت أنقاض مباني آيلة للسقوط أو يحترقون في مدارس ليس لها سلم طوارئ أو يموتون على طرق سريعة وهم يطلبون العلم في جامعات تبعد عن مقرات سكنهم مئات الكيلو مترات.
" حــدث " تنشر تلك المناشدات وتقول رأيها بكل حيادية لأن الوطن للجميع , والدفاع عن ممتلكاته والمحافظة على إستقرار أمنه أيضا مسئولية الجميع
ولثقتنا كذلك بقيادتنا الرشيدة في إيقاف كل قرار لايخدم الجميع .