دماغيات: الحـــــجــــه معلمتي الاولى بالكفاح هذه المرأة الافريقية الطموحة التي قعدت مقعد كفاح لا يتحمله زلمة أبضاي تخيل تجلس لمدة تزيد عن 10 ساعات على قارعة الرصيف كل يوم تتحمل الحرارة أسفل منها وفوق مناخيرها الغلاظ المشبعة بثاني أكسيد الكربون من عوادم السيارات ... ومضايقة البلدية الدائمة لها ... ولكنها شامخة كباسقات النخل لانها صاحبة هدف أعرف حجه من خمسه وعشرين سنة مكانها واحد لم يتغير تتعامل مع الزبائن بكل سماحة وابتسامة باسنانها ذات السنين الذهبية وتتوصى لكل من اشترى منها قبضة فصفص... أو حفنة لوز يالها من امرأة مناضلة علمتني السماحة في البيع قبل 25 سنة أذكرها تجلس أمام البريد السعودي تمشي المسافات وابنتها معلقة بشرشف خلف ظهرها... تنام الوليدة ورأسها يتدلى يمنة ويسرى .... لم تتقاعس عن طلب الرزق والعمل رغم وجود طفلة تحتاج الى رعاية وعناية ...ولم تهلع كامهاتنا على الوليدة من السيارات او الخوف من المارة كانت الحجه خديجه كل صباح تجلس عند أقرب مدرسة ابتدائية لأن طلاب المتوسطة والثانوية أشقياء عكس براءة طلاب الابتدائي الذين يدخرون شيء من مصروفهم للحجه خديجة كل يوم . وتمر الايام والسنين ... وتكبر البنت لتجلس مقابل امها تبيع.... يتحملون شجار رجال البلدية و لا يتزحزون عن أهدافهم قيد أنملة مع العلم أنه طيلة جلوسهم على الرصيف ثبت الرصيف ولم يثبت الكرسي لمدير بريد ما او لموظف نثر فصفص خديجة على مكتبه ليقضي به بقية الدوام .... الاغلب تقاعد ... وهما ثابتتين راسختين على أهدافهما الا وهو تحقيق بحبوحة ورغد العيش .... وأكل بقلاوة بقيمة ملوحة الفصفص ... تملك الحجه أساور ذهبية في يدها تحسدها عليها زوجة مدير البريد .... و من شدة البدخ تملك أسنان ذهبية في الفكين العلوي والسفلي وزمام من الذهب الخالص في خياشيمها تصلي أمام شرشفها صلاة الخوف على بضائعها وربما في احيان كثيرة ومن قلة الفقه وضعف التعليم تقبض النقود وتبيع وهي تصلي ... مرت خمس وعشرون عاماً و اليوم أمر بطريقي للبريد فلا أجد الحجه خديجة وجدت ابنتها حفصة اين امك قالت : ماتت قبل اسبوع ماتت هنا على قارعة الرصيف من البرد ... ماتت وهي تعمل ماتت وهي في جبهة من جبهات الرزق .... حفصة هذه الجالسة يا سادتي الاكارم دون اقامة ... ومع هذا لم تخف تمارس الرزق الحلال مثل بقية السعداء المتمتعين بحب العمل والكفاح والكفاخ.... هي لا تعرف بلدها الافريقي لاتعرف الا السعودية كبلد .... وانا اقول للشباب أنظر إلى حفصة أو خديجة رحمها الله لم يجعلوا عراقيل في حياتهم من منغصات البلدية او الجوازات وغيرها هم كافحوا إذ يعد وجود الحجه ظاهرة قوية في مجتمعنا السعودي لم تقدر عليها جميع الاجهزة الحكومية التي سعت لازالة هذه الظاهرة .... أكرر تعرفون لماذا لم تقدر كل أجهزة الدولة على إزالة ظاهرة الحجات لانهن اصحاب أهداف نبيلة .... حينما أقول لعمرو عفوا اقصد هتان لان عمرو في عصور مضت ... يا هتان انت تريد دكان ولا تملك من حطام الدنيا الا الف ريال بيع بسيارتك ترزق الله بيع اي شيء مباشرة الجواب البلدية ما تخليني أبيع هم يفكرون بالعراقيل لا بالنتائج بل يرسمونها لا يرسمون أهداف يالها من حياة تلك التي يعيشها هتان يجلس ساعات وساعات امام المسجل اقصد الام بي ثري في عصركم يستمع الى كل أغنية حزينة ويظهر للاخرين انه ثور الاحزان هل تعرفون يا سادتي الاكارم ان هذه الاغاني تأجج العواطف بالذات لو كانت عذبيني أو أقهرني أو أركلني او انا الغلطان بالكعب اركلني بس لا تتركيني كل هذه اللالفاظ او القصائد عندما يتبناها هتان وترسخ في ذاته تجعله انسان ض ع ي ف م هـ ز و م لانه يتلبسها ويشعر بالنشوة عند سماعها ... هو بسماعها ينمي الدور المشاعري او العاطفي في داخله ويضعف الدور العقلي .... كيف لهتان ان ينجح وهو رومانسي ....فايف ستار ... بصراحة بغض النظر عن موقفي من حكم الغناء فلست هاهنا بدور المفتي او الواعظ انت وانا عقولنا ومشاعرنا وذواتنا مثل الدش على اي اتجاه توجها راح تستقبل الموجه او القناة الموجه لها ... على حزن راح تشعر بالانهزامية والضعف اثبت لك مثلا مستحيل تجد شخص ما يقول لاخر انا ضحيت وهو مبتسم بالتأكيد سيقول ضحية بنبرة حزن او بحة ألم .... كيف بهتان وهو يسمع كل أغنية فيها ألم حزن غربة ودايمن دموع دموع دموع اذا أبتسم المهزوم شعر الخصم أنه خسر المعركة وان المهزوم هو من انتصر ... من يأجج عواطفه بكل كلمات الضعف بالتأكيد سيتقمص دور الضحية ولن يكون مديراً او صاحب انجاز لانه تبنى الانهزامية وعاش دور الضحية ... يجلس هتان ساعات وساعات يلجم ذاته بلجام الحزن هذه الذات قوة 30000 حصان يضع لها لجام أسود أشبه ما يكون ببردعة حمار لا سرج حصان .. يطارد كل أغنية حزينة ويفرح بحيازته لها ... ويتباهى بين أقرانه ... بكنيته ثور الحزن ... وحيد القرن أفطن منه يصطاد الفرائس ويضرب بالارض للقمة العيش .... ويركل من يعترض هدفه.... تأجيج العواطف يعني تغيب العقل وقد أثبتت الدراسات أن أكثر مراجعي العيادات النفسية والمنتحرين او من أقدم على حالة انتحار هم العاطفين وليس العقلانين .... هؤلاء العاطفين الذين أهرب منهم هروبي من الاسد لانهم بصراحة لا يحكمون عقولهم بل يحكمون عواطفهم هذه العواطف التي تجعل عقولهم الباطنة تبني على آخر تجربة لم ترد على اتصاله لانشغال او بعد او نوم مباشرة مطنشني زعلان مني نسي كل خير او شهامة بدرت منك له وشعر بالدونية التي لا تفارقه لانه تلبس دور الضحية ثور الحزن لذالك ان أتحاشى مصاحبة العاطفين لانهم خطر علي لانهم لصقه جنسون الاصلية يشعرون بنقص عاطفي يميلون لحب المديح والتصفيق لكنهم الويل ثم الويل لمن يلعب على مشاعرهم لانهم بصراحة كلهم أوتار مشاعر يريدون من يعزف مقطوعة حزناً عليها او يتخيل لهم ... يميلون الى الفاشية وسادية التعامل ... يريدون حلماً ما او كابوس المهم يعيشون قصة يدندنون عليها والمغني يغني والكل يفهم المعنى على ليلاه ... الاهم عندهم ان يعيشوا قصة علاقة ويتخل لهم ان العلاقة من طرف واحد الا وهو طرفهم الكريم هم يستمتعون بالتعذيب العاطفي ويتلذذون بالعذاب او يتخيل لهم ذالك كي يعيشوا مع ذواتهم المنكسرة ((ح زن)) يغطون به ذرة العقل الباقية في أذهانهم الخاوية.... هتان يتقمص دور الضحية ويتلبس دور الحزين كيف له أن ينجح ... هو في فلك الميوزك يسبح ... أقرب ما يكون لنجم سهيل و خديجة وحفصة في مجرات العمل .... على مقربة من المجموعة الشمسية التي حفرت تضاريسها في وجوههم ... مخمخة: عندما سقط سوق الاسهم السعودي ظهرت الف الف فريضة وسيناريو لسقوطه الكل يدعي صحة تأويله للسقوط وانه الافهم والاعرف لما حدث إلى الان انتهى السقوط والنهوض وهم قعود يرمون الفرضيات عن سر السقوط ... لكن عندما لا ترد على اتصال شخص ما ليس لهم الا فرضية واحدة فقط مطنشنا غير مدركين أن هذا جهاز خارج نطاق الجسد ليس عضو من الاعضاء فارتقبوا إني من المرتقبين حظ موفق دمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاغ