اعتدنا على الصعقات المتتالية ونوبات الإحباط الدورية التي تصيبنا كلما وجدنا أنفسنا
في مؤخرة الركب وفي مصاف الدول النائمة و"المنسدحة"
بعد أي إعلان لنتائج استطلاعات ودراسات عالمية في شتى المجالات
(التعليم,الصحة,الطيران,الطرق,استخدام التكنولوجيا....إلخ)
لكننا عندما نتحدث عن جمعية موبوءة مثل "مكافحة التسول" فإننا سنضطر إلى القراءة بالمعكوس
وذلك مراعاة لظروف الجمعية ومعاناتها من الشلل الإدراكي وتبلد الفهم
الذي حال دونها ودون استيعابها لمهمتها الحقيقية وهي
اجتثاث جذور المتسولين وليس زراعتها..
لذلك سأحمل السـُّـلم مقلوبا ً..تقديراً لمشاعر الجمعية ومن يعانون من حساسية المركز الأخير
وأقول إننا احتلينا المركز الأول في "غرس المتسولين" في كل بقعة صالحة للغرس
عند الإشارات والمحطات والمساجد والمجمعات ..وقريباً (على أسطح المنازل)
أصبحنا نألف رؤية هؤلاء فوق الأرصفة كمنظر مكمل للمجسمات الجمالية على جوانب الطرق ..!!
وكأن الجمعية الموقرة لم يروقها الدور الذي أوكل إليها ..
فلجأت إلى تقمص دوراً آخر ينحصر في تحديد القدرة الاستيعابية لكل رصيف من المتسولين..!!
فلو شاهدت يوماً تكدس بشري على رصيف معين يفوق الطاقة الاستيعابية ..فلا تقلق
لأن الجمعية ستتكفل بحل الأزمة وتطلب زيادة حجم الرصيف..!!
جانيت