عرض مشاركة واحدة
  #289 (permalink)  
قديم 24-12-2011, 02:35 PM
تويت ويت تويت ويت غير متصل
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 264
معدل تقييم المستوى: 27
تويت ويت يستحق التميز

مقال للقراءة

منقول




بعدما أثير عن هجرة بعض شباب المصريين من حملة الماجستير والدكتوراه للعمل بأحد البلدان‏,‏ أطلق علماء الدين صيحة تحذير من إهمال هذه الفئة من المجتمع‏,‏
وأكدوا ضرورة احتوائهم, واستثمارهم, وقالوا: إن هجرة العقول الشابة بداية لفقد الذات والانتماء للوطن الذي تنكر لهم, فبعد مسلسل طويل من الاعتصامات والاحتجاجات لحملة الماجستير والدكتوراه من أجل المطالبة بتعيينهم وردود الفعل السلبية من المسئولين بالدولة, اضطر عدد من حملة تلك المؤهلات المشتغلين بالبحث العلمي إلي الهجرة للخارج والتعاقد مع بعض البلدان التي تقدر تفوقهم وتلبي طموحهم.
وقال الدكتور علوي أمين الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: إن نوابغ المجتمع الذين يهاجرون أوطانهم هم ضحايا سياسات فاشلة في التعامل معهم, وذلك يعود بالمقام الأول إلي إهمال الدولة للمتفوقين وحملة الدكتوراه والماجستير, وتلك النظرة التي لاتزال تحملها بلادنا للبحث العلمي والتفوق عامة, نتيجة عدم التخطيط القومي وعدم الاكتراث بقيمة العلم والبحث, ولعل خير شاهد علي ذلك تلك الميزانية الهزيلة التي يتم تخصيصها للبحث العلمي في حين ان قطاعات أخري لا قيمة لها ترصد لها كبري الميزانيات, وأشار إلي أن المسمي العلمي لـ الدكتوراه في العالم كله هو القيادة العلمية النادرة, وتساءل متعجبا: كيف لهذه العقول النادرة أن تفر من أرض الوطن, بل كيف لأولي الأمر أن يبقوا علي الفاشلين والفاسدين ويفرطوا في هؤلاء النوابغ؟!
وأوضح د.علوي أمين أن لإهمال هؤلاء ودفعهم للهجرة الجبرية سلبيات خطيرة, أهمها أن الشاب يخسر أهم شيء وهو الانتماء ومن ثم يصبح منفصلا عن وطنه, فهجرة العقول بروفة لفقد الذات, حيث يقضي الشاب أجمل سنوات عمره مغتربا عن وطنه ملفوظا منه, هذا بالإضافة إلي أن هجرة الباحثين والمتفوقين أشد خطرا من غيرهم, فالشباب العادي قد لا يشغله سوي تحصيل بعض الأموال, أما الباحثون فلا يقبلون بغير أبحاثهم ومبتكراتهم أينما وجدوا ذلك,فقد يستعين بهم أعدؤنا للتفوق علينا وإذلالنا بأيدي ابنائنا.
وطالب د.علوي الدولة والحكومة المصرية بإعادة تلك العقول المهاجرة وتوفير فرص عمل مناسبة لهم, مؤكدا أن أفضل استثمار هو الاستثمار في البشر, فما أيسر بناء المصانع والمنشآت ولكن بناء العقول والرجال أمر صعب جدا ولا يمكن تعويضه بأي شيء وتساءل: كيف للدولة بعد أن تنفق علي هؤلاء الشباب أموالا طائلة عبر سنوات طويلة أن تضحي بهؤلاء بكل سهولة دون أن تحاول أن تجني ثمرة زرعها طيلة تلك السنوات!
وأكد د.علوي أمين أن إمكانات مصر تسمح لها باحتواء هؤلاء المتفوقين مهما كان عددهم لأنهم ليسوا عالة علي المجتمع, بل هم الذين يقودون سفينة التنمية والتقدم في أي مجتمع, تكون بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب, إذ كيف لا تبخل الدولة بالملايين علي لاعبي الكرة وغيرهم ممن لن نفقد كثيرا بغيابهم, وترفض الانفاق علي هؤلاء النوابغ وتقديرهم؟!
وقال: إنه لا يشترط لتعيين هؤلاء أن يعملوا جميعا في مراكز البحث العلمي أو بهيئة التدريس بالجامعة, فإن ضاق الأمر عن استيعابهم في تلك الوظائف, فيمكن تعيينهم في مهن عادية مناسبة لتخصصاتهم التي حصلوا علي الماجستير أو الدكتوراه فيها, شريطة أن يكونوا علي نفس كادر وراتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة حفظا لمكانتهم العلمية وتحفيزا لهم علي مواصلة التعليم والبحث والعمل بأي جهة مادام سيحصل علي حقه المادي والأدبي, فلا يليق بحامل الماجستير أو الدكتوراه أن يكون رئيسه في العمل حاصلا علي مؤهل عال أو متوسط لمجرد أنه سبقه في التعيين بسنوات مثلا فإذا ما تمت مراعاة ذلك سيحقق هؤلاء في مواقعهم أفضل النتائج سواء عملوا في التدريس بالتربية والتعليم أو الهندسة أو غيرها من التخصصات وحينئذ سيكونون ثروة حقيقية مثمرة وليس ثروة معطلة وطاقة مبددة.
وقال الدكتور حسني أبوحبيب مدير الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف: إن هؤلاء الشباب معذورون ولا يستطيع أحد أن يلومهم أو يتهمهم بعدم الانتماء لوطنهم, لأنهم مضطرون ومدفوعون للهجرة, ولو أنهم وجدوا في بلادهم وظيفة مناسبة تحقق لهم دخلا يكفي حاجاتهم ما هجروا أوطانهم, ولكنهم بكل أسف شقوا وسهروا الليالي وكدوا وتعبوا وفي النهاية تنكرت لهم أوطانهم, فمصر الدولة الوحيدة التي تحارب التفوق, وكلنا تابع مشكلة أوائل الخريجين الذين تقاعست الدولة عن تعيينهم والاستفادة بخبراتهم, وأخيرا بدأت الدولة تسعي لتعيين بعضهم بعد عشرات الوقفات و,التظاهرات والاحتجاجات وصاروا يستجدون حقوقهم وكأنهم ارتكبوا جرما في حق الوطن عندما تفوقوا واحتلوا المراكز الأولي.
فيما تري الدكتورة آمنة نصير عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية سابقا أن هجرة الشباب لأوطانهم حال تخليها عنهم هي حل جزئي للشباب أنفسهم وللوطن أيضا بما يجلبوه من عملة صعبة, حتي يسترد الوطن عافيته, لأنهم وإن كانوا سيفقدون شيئا من الانتماء خارج أوطانهم, فإنهم سينقمون علي الوطن ويفقدون انتماءهم له ألف مرة إذا ظلوا بداخله ولم يجدوا ما يسد رمقهم ويلبي احتياجاتهم, غير أنه يجب علي الشباب المهاجرين عدم نسيان وطنهم الأصلي الذي نشأوا وتربوا فيه والاستجابة لنداء الوطن بالعودة إليه متي توافرت لهم فرص عمل أو مشروعات منتجة في أوطانهم الأصلية, وعلي شباب الباحثين المهاجرين عموما لاسيما المهاجرين لدول غربية, أو غير إسلامية أن يتنبهوا ويفطنوا للواقع الذي حولهم بما يحفظ عليهم دينهم, وألا يخضعوا لأي مساومات, وأن يحذروا التورط في أي أعمال مجرمة شرعا أو قانونا, أو المساهمة في اختراعات تدمر بلاد الإسلام أو تضر بالإنسانية.