مشاريع متعثرة تجبر قائدي المركبات على ارتكاب مخالفات صريحة
مخالفة عكس السير
أصبحت "الصبات" الخرسانية التي توضع حول المشاريع الإنشائية بل "المتعثرة" أكثر خطرا على الناس من كونها تحميهم من السقوط في تلك الحفر.. هذا الخطر يكمن في كونها تتسبب في ارتكاب قائدي المركبات مخالفات مرورية صريحة ومن الدرجة الأولى متمثلة في "عكس السير".
في أحد أهم الشوارع الرئيسة في مكة المكرمة لم يستطع رجال المرور التعامل مع الواقع الجديد الذي نتج من "المشاريع المتعثرة" ولا مع جملة المخالفات التي لا يمكن تطبيق لوائح العقوبات عليها بسبب وضعها الخاص، في حين تم رصد حالات من الاحتقان والتذمر الشديد من قبل المواطنين المغلوب على أمرهم.. شارع 64 في حي الشرائع صورة حية يجسد كل تلك المخالفات بتفاصيلها كافة فهو في المسمى الشارع الرئيس في الحي، أما على أرض الواقع فهو ميدان واسع "للمشاحنات" و"المشادات" الكلامية بين سائقي السيارات وقد لا تخلو من "الشتائم" أحيانا حتى أنه اعتاد على سماع هذا التلوث السمعي كل من يقطن الحي، بعدما أصبحت مشهدا يوميا يتكرر صباحا ومساء، كل هذا بسبب مشاريع تصريف السيول التي تنفذها أمانة العاصمة المقدسة والتي طال أمدها دون خلاص.
لم يخف الكثير من المواطنين تحدثت معهم "الاقتصادية" امتعاضهم الشديد من حال المشاريع المتعثرة التي جعلتهم يخالفون الأنظمة المرورية في وضح النهار "مجبرين" على ذلك أو كما يقول المثل: "مكره أخاك لا بطل" على حد تعبيرهم.
المقدم فوزي الأنصاري، الناطق الإعلامي في إدارة مرور العاصمة المقدسة يقول: "إنه لا ينكر تلك المشاهد حسبما ينقل له رجال المرور، لكنه لا يملك مع ذلك قرارا، سوى ما تدعو إليه الأنظمة، حيث إنه عند البدء في تنفيذ أي مشروع في مكة المكرمة يكون هناك تنسيق بين أمانة المنطقة وإدارة المرور في وضع خطة مرورية تحويلية وفقا لمعطيات المشروع، وذلك بهدف توفير خطوط بديلة تنفذ منها المركبات لحين الانتهاء من المشروع، لكن تلك الخطوط ربما تكون تضيق مع طول الوقت وتأخر مدة الانتهاء من المشروع.
الشاب صالح الزهراني الذي يقطن حي الشرائع، لم يكن يوما يرضى لنفسه أن يكون مخالفا للأنظمة المرورية أو غيرها، لكن من أجبره على المخالفة الوضع التي هي عليه المشاريع أو ما أسماه "الحفريات" التي لم تعد لتنتهي، خاصة في حي الشرائع الذي أصبح حيا حيويا نتيجة التكدس الكبير من السكان بعد هجرة سكان مكة إليها جراء عمليات الإزالة الكبيرة التي نفذت قبل أعوام في المناطق القريبة من المسجد الحرام.
يضيف صالح: إن الخطوط البديلة التي وضعتها إدارة المرور جراء تنفيذ المشاريع لم تكن موفقة على الإطلاق، على اعتبار أن تكدس المركبات في طابور طويل يستغرق وقتا طويلا يتجاوز الساعات في بعض الأحيان وهو ما يتسبب في تأخر الكثير عن أعمالهم أو الطلاب عن مدارسهم، خاصة في فترات الصباح الباكر أو وقت الظهيرة، حيث تشهد هذه الأوقات الذهاب إلى المدارس والعودة منها.